نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 304
تعرفون بها، لئلا يتوهَّم واحد منا، أنكم من هؤلاء المواقفين لنا، فيصيبكم مكروه"، فجعلوا على رؤوسهم الحشيش، فكانت تلك سيماهم [1]، مما يدلُّ على تفكيره المنظَّم، الذي يتغلغل في تفاصيل الأمور.
7) إنه مجاهد أصيل، كان له في قتال الروم آثار مشهورة، ومقامات مذكورة [2] ولكنه كان قاضياً في قيادته، يتحكَّم فقهه وورعه في تصريف أمور جنده، فكان كما قال: "أصابوا من يجري لهم مراكبهم من النواتية، فما أحوجهم إلى من يجريها لهم بالكتاب والسنة" [3]، فهو يتلو الأوراد ويزمزم ويقرأ سورة (يس) وغيرها من سور القرآن الكريم في أوج معمعان المعركة [4] ويرفض معاونة غير المسلمين له في حربه، لأنه كان يؤمن إيماناً عميقاً، أنَّ النصر من عند الله، لا من عند أحد غيره.
كان رأس سلاحه في حربه: تقوى الله وحده، وكثرة ذكره، والاستعانة به، والتوكل عليه، والفزع إليه، ومسألته التأييد والنصر والسلامة والظفر [5]، وكان مقداماً شجاعاً مجاهداً صابراً، يثق بنفسه [6]، ويثق برجاله، ويبادلونه ثقة بثقة وحباً بحب، له ماضٍ ناصع مجيد. [1] رياض النفوس 1/ 188؛ ومعالم الإيمان 2/ 6. [2] رياض النفوس 1/ 173. [3] رياض النفوس 1/ 187. [4] قضاة الأندلس 54، وزَمْزَمَ: صَوَّت من بعيد تصويتاً له دوي غير واضح. [5] مختصر سياسة الحروب 15؛ وانظر: الأحكام السلطانية 6. [6] كان أسد يقول: "أنا أسد، والأسد خير الوحوش. وأبي فرات، والفرات خير الماء.
وجدي سنان، والسنان خير السلاح" انظر: الحلة السيراء 2/ 380، والمكتبة 331.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 304