نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 292
فكان يريد أن يؤدي واجبه في الجهاد الأصغر محارباً، بعد أن أدى واجبه في الجهاد الأكبر متعلماً وعالماً وقاضياً ومفتياً.
وحين رأى زيادة الله إصرار أسد على الخروج مجاهداً في سبيل الله، أمَّره على تلك الغزوة، وعزم عليه في ذلك، فقال أسد: "أصلح الله الأمير ... من بعد القضاء والنظر في حلال الله تعالى وحرامه، تعزلني وتوليني الإمارة؟ ... "، فقال زيادة الله: "إني لم أعزلك عن القضاء، بل ولّيتك الإمارة، وهي أشرف من القضاء، وأبقيت لك اسم القضاء، فأنت قاضٍ أمير"، فخرج أسد على ذلك، ولم تجتمع الإمارة والقضاء ببلد في (إفريقية) إلا لأسد وحده [1].
د) كان خروج أسد إلى (صقلية) من (سوسة) [2] يوم السبت النصف من شهر ربيع الأول، سنة اثنتي عشرة ومئتين الهجرية [3] (14 حزيران - يونيو - سنة 827 م) [4] وكان معه في جيشه عشرة آلاف رجل - منهم ألف فارس [5]، حملتهم مئة سفينة [6] وخرج لتوديع أسد وجيشه وجوه أهل العلم وجماعة الناس، وقد أمر زيادة الله ألا يبقى أحد من رجاله إلا شَيَّعَه [7]؛ وقد صهلت الخيل، وضربت الطبول، [1] رياض النفوس 1/ 187. [2] سوسة: بلدة بالمغرب على البحر الأبيض المتوسط؛ انظر التفاصيل في معجم البلدان 5/ 173، وهي ميناء في تونس. [3] النويري في المكتبة 428؛ وانظر: الحلة السيراء 2/ 381. [4] المسلمون في صقلية 9. [5] تاريخ قضاة الأندلس 54؛ وفي النويري في المكتبة 428: "أن الفرسان كانوا سبعمئة فارس"؛ أما في الحلة السيراء 2/ 381 فقد جاء: "أن الفرسان كانوا تسعمئة". [6] النويري في المكتبة 428. [7] رياض النفوس 1/ 188؛ ومعالم الإيمان 2/ 15؛ وانظر تاريخ قضاة الأندلس 54.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 292