نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 226
لهذا استقر الفتح الإسلامي وخلد، وبقيت البلاد المفتوحة للإسلام، فكان هذا الفتح فتحاً (مستداماً)، لأنه كان فتح خير وبركة وهداية [1].
لقد كان الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام هو المخطط الأول للفتح الإسلامي، فهو الذي رسم بنفسه الخطة التمهيدية التي حملت الجيوش الإسلامية على فتح أرض الشام وتأسيس أول ركن لدولة الإسلام خارج شبه الجزيرة العربية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقية. ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جانب تبليغه الدعوة الإسلامية إلى قادة العالم في وقته، كان قائداً ماهراً يقظاً لا يغض الطرف عن أي مظهر عدواني قد يَحُطُّ من شأن دعوته أو يعمل على النيل منها، فلم يقف ساكناً إزاء استشهاد رسوله الذي بعثه إلى أمير الغساسنة في (بصرى) [2]، فأرسل في السنة الثامنة الهجرية (629 م) أحد قادته المقربين إليه، وهو زيد بن حارثة الكلبي - رضي الله عنه - على رأس ثلاثة آلاف رجل إلى الحدود الشمالية الغربية من بلاد العرب. وهناك عند (مؤتة) الواقعة على حدود (البلقاء) [3] إلى الشرق من الطرف الجنوبي للبحر (الميت) التقى المسلمون بقوات الروم (4).
ومهما تكن الخاتمة التي لقيتها غزوة (مؤتة)، فإن نتائجها [1] الفاروق القائد ص 50 - الطبعة الثالثة. [2] بصرى: قَصَبةُ كورةِ حوران من أعمال دمشق، انظر التفاصيل في معجم البلدان
2/ 278. [3] البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى قصبتها عمان، انظر التفاصيل في معجم البلدان 2/ 276. (4) انظر تفاصيل معركة (مؤتة) في: الرسول القائد ص 295 - 299.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 226