نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 179
في مَكّة
1 - التعذيب:
لن أستطيع أن أذكر في هذا المكان، كل ما قدمه الصحابة رضوان الله عليهم من تضحيات جسام، حين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بين ظهرانيهم، لأن تضحياتهم كثيرة جداً ومتعددة الجوانب والأشكال، وحسبي أن أذكر هنا (أمثلة) منها لتكون دليلاً للعرب والمسلمين - خاصة في مثل هذه الأيام.
لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - من أقل الناس كلاماً، ولكن أفعاله كانت تؤثر في أصحابه وتشع عليهم بالنور اقتباساً من مثاله الشخصي، ولاشيء كالمثال الشخصي يؤثر في الناس؛ أما الكلام وحده دون عمل فلا يؤثر في أحد، فلا موعظة في كلامٍ لم يمتلئ من نفس قائله ليكون عملاً، فيتحوَّل في النفوس الأخرى عملاً ولا يبقى كلاماً.
كان عليه الصلاة والسلام يبني الأفراد الصالحين ليكوّن أمة صالحة بالأعمال لا بالأقوال، وقد عمل ما لم يستطع أحد أن يعمل مثله أو قريباً منه، وكان أصحابه بتربيته لهم خير القرون ثم الذي يليهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 179