نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 146
نساء قريش نسباً وأعظمهن شرفاً وأكثرهنّ مالاً، كل قومها كان حريصاً على ذلك منها لو يقدر عليه [1].
وكان رجال قريش يطلقون عليه لقب (الأمين) قبل أن ينزل عليه الوحي [2].
كان شريفاً في قمة الشرف، وكان موضع ثقة قومه وحبهم، وكانت حالته المادية على أحسن ما يرام قبل بعثته، فكيف استهان بكل ذلك في سبيل الإسلام؟؟!!.
بُعثَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبدأ يدعو إلى الله سراً. ثم جهر بالدعوة إلى دين الله، فمشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: "إن ابن أخيك قد سبَّ آلهتنا، وعاب ديننا، وسفّه أحلامنا، وضلّل آباءنا؛ فإما أن تكفّه عنا، وإما أن تخلِّي بيننا وبينه، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه، فنكفيكه" ... ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - مضى على ما هو عليه: يُظهِرُ دين الله، ويدعو إليه [3].
ومشى أشراف قريش إلى أبي طالب مرة أخرى، فقالوا: "يا أبا طالب! إن لك سناً وشرفاً ومنزلة فينا، وإنا استنهيناك في ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا: من شَتْمِ آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفّه عنا أو ننازله وإياك [4] في ذلك، حتى يهلك أحد الفريقين"، فعظم على أبي طالب فراق قومه [1] سيرة ابن هشام 1/ 104 - 205. [2] سيرة ابن هشام 1/ 214. [3] سيرة ابن هشام 1/ 276 - 277. [4] ننازله وإياك: أي نحاربكما. تقول: تنازل القوم، أي تحاربوا.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 146