responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 514
طريق الخير، ومنع انحداره عن طريق الشر، فأية غاية إنسانية أنبل من هذه الغاية التي شرع من أجلها القتال في الإسلام [1].
ويؤكد هذا الهدف قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا - فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} [النساء: 60، 61].
فالله سبحانه وتعالى يبين هدف تمكين الأمة وغايته والذي يتمثل في قيادة الأمة لنفسها وللبشرية بكتاب الله تعالى، الذي نهى عن الانحراف عن هذا النهج الرباني إلى تشريع آخر وهو الطاغوت، هذه هي غاية وجود هذه الأمة والهدف من إقامة دولتها، يقول الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]. {وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45] وقال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47] وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59]. فهذه الآيات تحكم على من لم يحكم بما أنزل الله بالكفر والفسق والظلم، وهي تدل على وجوب إقامة شرع الله في حياة الجماعة المسلمة، وأنه لا طاعة لولاة الأمور إلا إذا قاموا بهذه الوظيفة، التي تتمثل في تطبيق الشريعة الإسلامية التي أوصى الله تعالى بها, والسنة تقرر أن طاعة ولاة الأمر منصبة على تنفيذ الحكم الشرعي، لقد بين الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الأهداف السامية من التمكين وهي تطبيق شريعة الله، والقضاء على الظلم والانحراف في الأرض، ونشر الإسلام والدعوة إليه عقيدة ونظاما، وذلك لأن الشريعة الإسلامية لم تأت لقوم دون قوم، أو مجتمع دون مجتمع، بل جاءت خاتمة لما قبلها من الشرائع، ومخاطب بها كل أفراد البشر من حين بعثة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى أن تنتهي الدنيا [2].
وفيما يلي مباحث تتناول هذا الهدف وما ينتج عنه من مبادئ وأسس:

[1] السيرة النبوية للدكتور مصطفى السباعي، ص109، 110.
[2] انظر: نظام الحكم في الإسلام، د. عارف خليل أبو عيد، ص68 - 70.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 514
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست