responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 476
بد أنه من الطائفة المنصورة، وهذا مما لا يحتاج إلى بيان, وإن كانت مهمة التجديد موكولة إلى فئة، فهي الطائفة المنصورة - بلا ريب - وذلك لأن خصائص هذه الطائفة هي الخصائص التي يحتاج إليها في تجديد الدين لهذه الأمة.
وهذا - أي: التجديد - قد يكون بفرد، وقد يكون بطائفة وكونه بطائفة أغلب وهو ما رجحه الحافظ ابن حجر [1] حيث قال: «لا يلزم أن يكون في رأس كل مائة سنة واحد فقط، بل يكون الأمر فيه ذكر في الطائفة وهو متجه, فإن اجتماع الصفات المحتاج إلى تجديدها لا ينحصر في نوع من أنواع الخير، ولا يلزم أن جميع خصال الخير كلها في شخص واحد إلا أن يدعي ذلك في عمر بن عبد العزيز، فإنه كان القائم بالأمر على رأس المائة الأولى، باتصافه بجميع صفات الخير وتقدمه فيها، ومن ثم أطلق أحمد أنهم كانوا يحملون الحديث عليه، وأما من جاء بعده، فالشافعي وإن كان متصفا بالصفات الجميلة، إلا أنه لم يكن القائم بأمر الجهاد والحكم بالعدل، فعلى هذا، كل من كان متصفا بشيء من ذلك عند رأس المائة هو المراد سواء تعدد أم لا» [2]. وهناك مجموعة من آراء الأئمة تلتقي حول هذا الرأي كابن الأثير الجزري [3]، وابن كثير وغيرهما، ومن البديهي أن المجدد لهذا الدين - لو كان فردا - لا يخرج من فراغ، ولا يستطيع بمفرده - بحال من الأحوال - أن يجدد الدين - كل الدين- للأمة - كل الأمة-.
إن من الواضح أن مثل هذا العمل الجبار التاريخي لا يضطلع بمباشرة كل جوانبه فرد واحد، بل يحتاج إلى طائفة تتولى التجديد في كل جوانب الحياة الإنسانية، فيكون منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض [4].

[1] هو أحمد بن علي بن محمد العسقلاني أبو الفضل (ت852هـ) انظر: الأعلام (1/ 178 - 179).
[2] فتح الباري، كتاب الاعتصام، باب: «لا تزال طائفة ... » (13/ 12) رقم 7312.
[3] هو أبو السعادات مبارك بن محمد بن الأثير توفي عام 606هـ، انظر: جامع الأصول.
[4] انظر: صفة الغرباء، ص187.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست