responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 244
بالآخرة, كما أن الحرص على تقوى الله تعالى يكسب الصف الإسلامي صفات رفيعة وأخلاقًا حميدة, ومكارم نفيسة تجعله أهلاً لتمكين شرع الله على يديه. ومن أهم هذه الصفات التي تجعل الصف المسلم متماسكًا في حركته الدءوبة نحو تحكيم شرع الله:
ثانيًا: صفات المتقين:
1 - الصدق, فهم أصدق الناس إيمانًا, وأصدقهم أقوالاً وأعمالاً, وهم الذين صَدَّقوا المرسلين قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].
قال القاسمي - رحمه الله -: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ... " في إيمانهم لأنهم حققوا الإيمان القلبي بالأقوال والأفعال، فلم تغيرهم الأحوال ولم تزلزلهم الأهوال، وفيه إشعار بأن من لم يفعل أفعالهم لم يصدق في دعوة الإيمان: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" عن الكفر وسائر الرذائل، وتكرير الإشارة لزيادة تنويه بشأنهم وتوسيط الضمير للإشارة إلى انحصار التقوى فيهم [1]. وقد رغب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذه الخصلة النبيلة والرتبة الجليلة فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا» [2].
2 - ومن صفاتهم، أنهم يعظمون شعائر الله عز وجل: قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
إن المتقين يعظمون طاعة الله وأمره فيدفعهم ذلك إلى طاعته, ويعظمون كذلك ما نهى الله عنه فيدفعهم ذلك عن معصيته.
3 - ويتحرون العدل ويحكمون به، ولا يحملنهم بغض أحد على تركه, قال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].

[1] انظر: تفسير القاسمي (3/ 54).
[2] البخاري, كتاب الأدب, باب قول الله تعالى: {كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" (7/ 124).
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست