responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 192
الآية ما فسره رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيث روى عبد الرزاق [1] وغيره عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه سأل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الإيمان فتلا عليه هذه الآية {لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ..... " إلى آخرها .. والحديث رجاله ثقات [2].
ومن فقه الإمام البخاري وفطنته -وهو البصير في الحديث والتفسير- أنه جعل هذه الآية وما فيها من خصال البر من أمور الإيمان, وضمن باب أسماه «باب أمور الإيمان» وقرنها مع الآيات الأولى من سورة «المؤمنون» التي تتحدث عن صفات المؤمنين, ومع الحديث الذي يقرر أن الإيمان بضع وستون شعبة [3].
ومن هذه الآيات: ثلاث آيات أوردها الإمام البخاري في صحيحه ضمن باب: «من قال إن الإيمان هو العمل» وهي قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف: 72] قال ابن حجر في الفتح: «وقد نقل جماعة من المفسرين أن قوله هنا {تَعْمَلُونَ" معناه: تؤمنون» [4] والثانية قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ - عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر:93،92].
قال البخاري عن: «لا إله إلا الله» قال ابن حجر في الشرح: يدخل فيها المسلم والكافر, فإن الكافر مخاطب بالتوحيد بلا خلاف, بخلاف باقي الأعمال ففيها الخلاف .. فالسؤال عن التوحيد متفق عليه, فهذا هو دليل التخصيص, وحمل الآية عليه أولى, بخلاف الحمل على جميع الأعمال لما فيه من الاختلاف [5].
من هذه الآيات التي أوردناها يتبين لنا أن الإيمان في القرآن شامل للاعتقاد وللنطق وللعمل, ولابد من القول بهذا اتباعًا للقرآن الكريم, الذي يجب أن

[1] هو الإمام العلامة الحافظ عبد الرزاق بن همام الصنعاني, صاحب المصنف, رحل الأئمة إليه, من اليمن, وله أوهام مغمورة في سعة علمه, توفي 211هـ, العبر (1/ 283).
[2] فتح الباري, كتاب الإيمان, باب أمور الإيمان (1/ 74).
[3] المصدر نفسه (1/ 74).
[4] فتح الباري, كتاب الإيمان, باب: من قال إن الإيمان هو العمل (1/ 109).
[5] المصدر نفسه (1/ 110).
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست