responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 140
المبحث الأول
تمكين الله تعالى لداود وسليمان عليهما السلام
أولاً: داود عليه السلام:
يبدأ العصر الذهبي لبني إسرائيل مع ظهور داود عليه السلام في القتال عندما أكرمه الله تعالى بقتل جالوت, وبيّن القرآن الكريم أن داود عليه السلام كان مجاهدًا في جيش طالوت, وممن نجحوا في الامتحان العسير الذي قرر رئيس الجيش أن يخوضه جميع جنوده فسقط من سقط ونجح من نجح.
لقد رفع داود عليه السلام راية النصر وشرع في إعادة التمكين لبني إسرائيل بعد قتله لجالوت, وكان إذ ذاك فتى, وتم له الظفر, فالتقت على محبته القلوب, وتأكدت له أواصر الإخلاص, وأصبح بين عشية وضحاها حديث بني إسرائيل, يكنون له في نفوسهم الاحترام والمحبة والتوقير, ومنذ ذلك الحين بدأ نجمه يصعد في السماء وينتقل من ظفر إلى ظفر, ويجيئه النصر يتبعه النصر, حتى ولى الملك أخيرًا, وأصبح ذا سلطان وظهرت ملامح الحكم في زمنه في عدله وحكمه, وكان أوابًا رجاعًا إلى ربه بالطاعة والعبادة والذكر والاستغفار.
لقد كان منهج التغيير في زمن داود عليه السلام هو الصراع المسلح بين قوى الخير والشر, والإيمان والكفر, والهدى والضلال, وبالفعل تم دمغ الباطل وإضعافه ووصل بنو إسرائيل إلى قمة مجدهم وعزهم.
إن داود عليه السلام شدّ ملكه بالتسبيح والذكر والطاعة, فكان عليه السلام يسبح بالعشي والإشراق, وتجاوبت الجبال مع ذكره العذب الجميل, وكذلك تجاوبت الطيور, قال تعالى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ} [ص:18] , فوهبه الله هبة عظمى ذكرها في كتابه عَزَّ وجل: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} [ص:20] , أي جعلنا له ملكًا كاملاً من جميع الملوك

نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست