نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 70
استشعر الحاكمُ رقابةَ الله عليه، فإنْ لم يستشعرْها جاءه من يُذكِّره بالحق ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر من أناسٍ بذلوا أنفسهم لله رخيصة، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ... «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر» [1].
وأما الرأي الخامس: القائل إنَّ الخلافة هي خلافة عن الخليفة السَّابق، فهو يعني أنَّ كل خليفة يَخْلُفُ مَنْ قَبْلَهُ، واحداً بعد واحد، حتى ينتهي إلى أبي بكر - رضي الله عنه - فيقال فيه خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى هذا خوطب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في أول أمره بخليفة خليفة رسول الله [2].
وأما الرأي السادس: فهو في الخلافة العامة لكل البشر، ولا علاقة له بالخلافة كموضوع سياسي، ولكن سأذكره استكمالاً للبحث، وهو يقول إن الخلافة تعني تعاقب الأمم من حيث الزمن لا أكثر، قال - عز وجل -: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} مريم/59، ولا يعني أن الخَلَفَ يُنفِّذُ رأي السلف إذ الواقع يكذب هذا، فكم خالف الخَلَفُ سيرةَ السلف، وفائدة هذه الخلافة هي التعاقب على الانتفاع بخيرات الأرض وشكر الله بالتوحيد والطاعة، وهو رأي الحسن البصري [3]، أو هو خلافة كل البشر - آدم وبنيه- لمن سبقهم في سكنى الأرض من الملائكة والجن، وهو رأيُ ابن عبَّاس والحسن البصريّ وأبي العاليَّة ومقاتل [4]. [1] رواه عن أبي سعيد الخدري: أبو داود في سننه أبي داود: 4/ 124 كتاب الملاحم، باب الأمر والنهي رقم (3781). وابن ماجه في سننه: 2/ 1329 كتاب الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رقم (4011). وأحمد في مسنده: 17/ 227 - 228 رقم (11143) قال محقق الكتاب: إسناده ضعيف لضعف = = علي بن زيد وبقية رجاله ثقات و: 31/ 126 رقم (18830) عن طارق بن شهاب بلفظ قريب وقال محقق الكتاب: إسناده صحيح. والحاكم في مستدركه: 4/ 551 رقم (8543). والترمذي في سننه: 4/ 471 كتاب الفتن، باب ما جاء أفضل الجهاد رقم (2174) وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه. [2] تاريخ الطبري: 2/ 569. وهو رأي ابن عطية في الخلفاء حصراً، انظر: المحرر الوجيز لابن عطية: 4/ 502. وتفسير الثعالبي: 4/ 36 - 37. مآثر الإنافة للقلقشندي: ص 17. [3] تفسير الطبري: 1/ 200. تفسير الرازي: مج 1 2/ 182. الكشاف للزمخشري: 2/ 84. تفسير ابن كثير: 1/ 216. تفسير الثعالبي: 1/ 573. تفسير البيضاوي: 1/ 281. مآثر الإنافة للقلقشندي: 1/ 16. التفسير المنير للدكتور وهبة الزحيلي عند هذه الآية. [4] سبقت الإشارة إلى هذا الرأي عند تعريف الخليفة لغةً في ص 10. وانظر: زاد المسير لابن الجوزي: 1/ 60 عند قوله تعالى: «إني جاعل في الأرض خليفة». المستدرك على الصحيحين: 2/ 287 رقم (3035) عن ابن عباس. تفسير الطبري: 1/ 199 - 201. تفسير الواحدي: 1/ 98. تفسير النسفي: 1/ 36. الدر المنثور للسيوطي: 1/ 111. وانظر ترجمة أبي العالية في فهرس التراجم رقم (23/أ). وترجمة مقاتل في رقم (111/أ).
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 70