نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 284
الستر أصل من أصول مذهبهم، ومن ضعف العقيدة عندهم كشف المستور [1].
ومن أبرز المؤرخين الذين أيدوا صحة النسب الفاطمي: ابن الأثير، والمقريزي وابن خلدون [2]، وأبرز الذين طعنوا في صحة النسب الفاطمي: البغدادي والرازي والشهرستاني وابن حزم [3].
فمثلاً كان الخليفة العزيز بالله يصعد المنبر فيجد قصاصات الطعن في نسبه، ومن ذلك ما أورده ابن تغري بردي من أنه صعد المنبر فوجد ورقة مكتوب فيها:
إنَّا سمعنا نسباً منكَراً ... يتلى على المنبر في الجامع
إن كنت فيما تدعي صادقاً ... فاذكر أباً بعد الأب الرابع
وإن ترد تحقيق ما قلته ... فانسب لنا نفسك كالطائع
أوْ لاَ: دع الأنساب مستورة ... وادخل بنا في النسب الواسع
فإنَّ أنساب بني هاشم ... يقصر عنها طمع الطامع (4)
ولا ريب أن الطعن في النسب الفاطمي يعني الطعن في الأساس الذي قامت عليه الخلافة الفاطمية، وهو الانتساب إلى آل البيت [5].
ومن مظاهر طعن أهل السُّنة في المذهب الإسماعيلي طعنهم في علم الأئمة الفاطميين الذين نسبوا إلى أنفسهم علماً خاصّاً يتوارثونه فيما بينهم، وكان هذا الطعن مشوباً بسخرية لاذعة اشتهر بها المصريون، فروي أن العزيز بالله اعتلى المنبر ذات مرة لخطبة الجمعة فوجد ورقة مكتوباً فيها:
بالظلم والجور قد رضينا ... وليس بالكفر والحماقة [1] تاريخ مصر للدكتور الشيال: 1/ 125. الدولة الفاطمية للدكتور أيمن سيد: ص 100 وما بعدها. [2] الكامل لابن الأثير: 6/ 446 - 448. اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا للمقريزي: 1/ 22 - 34. المقفَّى الكبير للمقريزي: 4/ 523 - 570. تاريخ ابن خلدون: 1/ 21. ولكن السخاوي بيَّن سبب دفاع ابن خلدون عن صحة نسب الفاطميين أنه أراد أن يلصق بهم المساوئ التي عرفت عنهم، لأن هواه لم يكن مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، والله أعلم. [3] الفرق بين الفرق للبغدادي: ص 47. اعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي: 1/ 76 - 77.
(4) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: 4/ 116. وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: 5/ 373. [5] مصر بين المذهب السني والمذهب الإسماعيلي للدكتور أحمد كامل: ص 202.
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 284