نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 203
منهما» بأن معنى الحديث لا تطيعوه وأعرضوا عنه أو اخلعوه، فيكون كمن قُتل، وكذا قال الخطابي في قول عمر - رضي الله عنه - يوم السقيفة في حق سعد: اقتلوه. أي اجعلوه كمن قتل [1]. وقيل: معناه أنه إن أصر فهو باغ يقاتل [2].
وقال السيوطي: «معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: (فاقتلوا الآخر) أي أنه يقاتل ولو أدى ذلك إلى قتله» [3].
وسببُ تشددِ الشرع في حكم من يطلب الخلافة مع وجود خليفة، أنه لو تُرك وما يريد فسيؤدي إلى فتنة كبيرة وإلى شق صف المسلمين وضعفهم، لهذا كان قتله أفضل من سفك دم آلاف معه، ممن أيَّده أو ممن عارضه، إذا استفحل أمره.
2 - الحالة الثانية: تعدد الخلفاء عند جهل تاريخ مبايعة كل منهما:
عرفنا حكم مبايعة خليفتين على التعاقب فيما مر، أما إذا لم يُعلم تاريخُ مبايعة كلِّ خليفة، فالأمر يخضع للاجتهاد؛ لأن الأدلة التي أمرت بقتل الثاني إنما هي عند معرفة الخليفة الأول، وأما عند جهله فلا دليل، لذا فقد اختلفت أقوال العلماء؛ فقال جمهور المتكلمين من أهل السنة [4]، والحنفية [5] والشافعية [6] والمالكية [7] ورواية عند الحنابلة [8]، والإباضية [9]، وأبو علي من المعتزلة [10] يجب إبطالُ الجميع، [1] فتح الباري لابن حجر: 12/ 156. [2] مغني المحتاج للخطيب الشربيني: 4/ 132. شرح النووي على صحيح مسلم: 12/ 242. المواقف للإيجي: 3/ 591. شرح المواقف للجرجاني: 8/ 353. [3] الديباج للسيوطي: 4/ 461. [4] غاية المرام للآمدي: ص 382. أصول الدين للبغدادي: ص 281. غياث الأمم للجويني: ص 93. المعتمد في أصول الدين للفرَّاء: ص 250. [5] البحر الرائق لابن نجيم: 6/ 299. [6] مغني المحتاج للخطيب الشربيني: 4/ 132 كتاب البغاة. تحفة المحتاج للهيتمي: 11/ 354. روضة الطالبين للنووي: 10/ 47. الأحكام السلطانية للماوردي: ص 10. أسنى المطالب للأنصاري: 4/ 111. الموسوعة الفقهية: 6/ 226. مآثر الإنافة للقلقشندي: 1/ 47، 50. [7] التمهيد في الرد على الملحدة للباقلاني المالكي: ص 180. [8] مطالب أولي النهى للرحيباني: 6/ 265 - 266. كشاف القناع للبهوتي: 6/ 160. الأحكام السلطانية للفرَّاء: ص 25. شرح منتهى الإرادات للبهوتي: 6/ 276. الموسوعة الفقهية: 6/ 226 (الإمامة الكبرى: شروط صحة ولاية العهد). [9] شرح كتاب النيل لأطفيش: مج 14/ج 1 ص 335 - 336، 369، 370. [10] الإمامة من كتاب المغني للقاضي عبد الجبار: ص 210. شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار: ص 757.
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 203