نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 18
المستخلِف [1]، لأنَّ للخلافة معنى آخر هو النيابة، والنيابة تكون مع وجود الأصيل، وحتى لو قلنا: إن الخليفة يقوم بما يقوم به مستخلِفه أو يحلُّ محلَّه في أمر ما، فلا تكون العلة للاستخلاف هي العجز أو الغيبة، بل تكون للامتحان من الله للمستخلَف، أو هي للتشريف والتكريم، قال الله - عز وجل -: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ} الإسراء/70.
وهذا الفهم العام لكلمة خليفة يدل عليه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» [2].
وأعلى مراتب الخلافة خلافة الخليفة أو رئيس الدولة ثمَّ تتدرج نحو الأدنى كلما قلَّت مسؤوليةُ صاحبها، ومن هنا - وبعد انقطاع الوحي بوفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنَّ كلمة الخليفة عند إطلاقها تنصرف إلى أمير المؤمنين ورئيسهم، إذ هو صاحب المسؤوليَّة الأعظم بين النَّاس، فهو المسؤول أمام الله تعالى عن الدفاع عن الشرع والبلاد والعباد وإقامة الحدود والقضاء بين الناس، وإن كان هذا لا يُخْلي طرَفَ الأفراد من مسؤولية الخلافة، فالخلافة هي مهمة الأمة الإسلامية أصالةً ومهمة القيادة العليا نيابةً [3]. [1] أشرت إلى هذا الرأي وإلى من قاله عند الحديث عمن تكون الخلافة. انظر مراجع حاشية (4) من ص (12) في هذه الأطروحة. [2] صحيح البخاري: 1/ 304 كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن رقم (853) عن ابن عمر. صحيح مسلم: 3/ 1459 كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل رقم (1829) عن ابن عمر. [3] انظر الخلافة والملك للمودودي: ص 19 وما بعدها حيث بين المودودي أن الخلافة عن الله هي خلافة جماعية وليست لفرد أو أسرة أو طبقة، فكل فرد شريك في الخلافة.
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 18