responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعريف عام بدين الإسلام نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 61
(وحده) هو الذي أوجد هذه العوالم كلها، عالم الحيوان، وعالم النبات، وعالم الافلاك. العوالم الظاهرة لنا، والمغيبة عنا، أوجدها من العدم، ووضع لها هذه النواميس العجيبة، التي لم نكتشف إلى الان في الكيمياء والفيزياء والطب والفلك، الا الاقل الاقل منها، وهو (وحده) الذي يعلم دقيقها وجليلها. كم ورقة في كل شجرة، وشكل كل ورقة، ووضعها، وكم (جرثومة) في الدنيا، وطولها وعرضها وأجزائها التي ركبها منها، وما في كل ذرة من الكهارب الثابتة والمتحركة، وعددها، وما يطرأ على كل منها من عوارض، وما تتصف به من حركة وسكون، وتطور وتحول، كل ذلك مسجل عنده في كتاب.
هذه العوالم كلها، هو ربها، هوالذي أوجدها، وهو يحفظها، وهو الذي يحولها من حال إلى حال، وهو الذي جعل في كل ذرة منها، ما يدل العاقل عليه، ويرشده اليه.
هذه هي القضية الثانية من قضايا الايمان بالله، قضية لا بد منها، ولكن هل يكفي الايمان بها ليكون الانسان مؤمنا؟
اذا جاءك من يقر بأن الله هو الخالق، وهو الرب، فهل تعتبره بهذا وحده من المؤمنين؟
لا .. ان ذلك وحده لا يكفي، لأن أكثر الأمم القديمة كانت تقول له، كفار قريش، الذين بعث محمد صلى الله عليه وسلم لانكار شركهم، وتسفيه عقائدهم، وكلف بحربهم، كانوا اذا سئلوا عنه اعترفوا به ولم ينكروه.
بل ان ابليس - وهو شر الخلق - ما أنكر ان الله ربه، تنبهت إلى هذا من قوله: {ربِّ بما اغويتني .. }. وقوله: {ربِّ انظرني .. }. فهو مقر بأن الله ربه!.

نام کتاب : تعريف عام بدين الإسلام نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست