responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعريف عام بدين الإسلام نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 188
وان كانت العبادات في الديانات الاخرى صلاة فقط، فالعبادة عندنا ليست صلاة وصياماً فقط، بل ان كل عمل ينفع الناس ان قصد به فاعله وجه الله، كان له عبادة.
واذا فصلوا بين الدين - الذي هو عبادة فقط - وبين العلم، فالاسلام دين العلم. أول كلمة نزلت من كتابه كانت (اقرأ)، لم تكن (قاتل)، ولا (اجمع المال)، ولا (ازهد في الدنيا). و (اقرأ) هذه أول كلمة أنزلت من القرآن وجاء بعدها ذكر العلم، ما منَّ الله على الانسان بما أعطاه من مال ولا قوة ولا جاه، بل بأنه علمه ما لم يعلم.
وكل علم يحتاج اليه مجتمع اسلامي، يكون تعلمه فرض كفاية على القادرين عليه، فهل في الوجود دين - الاّ الاسلام - يجعل تعلم الكيمياء، والطب، والطيران، من الفروض الدينية؟
والاسلام دين الغنى، الله سمى المال في القرآن خيرا، فقال: {وإنه لحب الخير شديد}.
وقال في آية الوصية:
{إن ترك خيراً ... }. أي: مالا.
فينبغي أن يكون المسلمون أغنياء، ولكن بشرط أن يجمعوا المال من الحلال، وأن يكون المال في أيديهم لا في قلوبهم. والمال وكل ما في الكون مسخر للانسان. والانسان المسلم يحس أنه عبد الله، ولكنه سيد لما في الكون من أشياء، يتصرف فيه تصرف السيد، يستجلب النفع الذي أودعه الله فيه، فهو يرغب في النافع ولكن لا يعظمه لذاته، فان عظمه لذاته صار عبدا له، وكان بذلك قد أشركه في العبادة مع الله.
والمال جعله الله أداة لجلب النفع، فان أنت ادخرته وخبأته ولم تنتفع منه صرت خادما له وعبدا، وقد قال الرسول، صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدرهم".

نام کتاب : تعريف عام بدين الإسلام نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست