responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيه القرآن الكريم عن دعاوى المبطلين نویسنده : السقار، منقذ بن محمود    جلد : 1  صفحه : 109
فأودعوهما إياه" [1].
وإذا كان ابن مسعود يظن - حسب تلك الآثار الضعيفة - عدم قرآنيتهما؛ فإن جميع الصحابة خالفوه في ذلك، فالمفروض في ميزان العقلاء أن قوله خطأ يردُّ في مقابل قولهم الصحيح، يقول ابن قتيبة: "إنا لا نقول: إن عبد الله وأُبياً أصابا [2]، وأخطأ المهاجرون والأنصار، ولكن عبد الله ذهب فيما يرى أهل النظر إلى أن المعوذتين كانتا كالعوذة والرقية وغيرها، وكان يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوذ بهما الحسن والحسين وغيرهما .. فظن أنهما ليستا من القرآن، وأقام على ظنه ومخالفة الصحابة جميعاً" [3]، ولن يقبل أحد ترك القراءة بآية قرآنية، لأن ابن مسعود لم يسمعها من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فليس من شرط القرآن أن يسمعه ابن مسعود - رضي الله عنه - تحديداً.
قال البزار: "لم يتابع عبدَ الله أحدٌ من الصحابة، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قرأ بهما في الصلاة، وأُثبتتا في المصحف" [أي العثماني] [4]، أفلا يكفي للإيمان بقرآنيتهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأهما في الصلاة [5].
كما جاء في صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: «ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}» [6]، وفي رواية عنه - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «فإن استطعت ألا تفوتك قراءتهما في صلاة، فافعل» [7].
ونقل أبو سعيد الخدري قرآنيتهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ

[1] أخرجه أحمد ح (20648).
[2] اعتبر أُبي بن كعب ما كان يقرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - في قنوته في الصلاة من القرآن، ثم رجع عنه كما يأتي جوابه.
[3] انظر: تأويل مشكل القرآن، ابن قتيبة، ص (43).
[4] مسند البزار ح (1586)، مجمع الزوائد، الهيثمي (7/ 60).
[5] أخرجه أبو داود في سننه ح (1463).
[6] أخرجه مسلم ح (814).
[7] أخرجه ابن حبان ح (1842).
نام کتاب : تنزيه القرآن الكريم عن دعاوى المبطلين نویسنده : السقار، منقذ بن محمود    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست