responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية نویسنده : البهنساوي، سالم علي    جلد : 1  صفحه : 42
والتابعون من بعدهم، الذين حافظوا على السنة النبوية وأنماط السلوك التي جاء بها الإسلام.
فإذا وصف لويس عوض السلف الصالح بأنهم رجعيون، فهذا يعني أن الصحابة أمثال أبي بكر وعمر وعلي وعثمان وبلال وسلمان، رجعيون، وأن الإسلام رجعي.
وقبل أن نوضح زيف وبطلان هذه السخافات والافتراءات ... نسأل لويس عوض: هل يقبل النصارى في أوروبا أن يذهب إليهم أحد المسلمين ويكتب في صحفهم ويعلن في ديارهم أن المسيح - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - رجعي؟ وأن الحواريين وأنصاره كانوا رجعيين؟
لو قبل ذلك هؤلاء، فإن المسلم محرم عليه مثل هذا الوصف، فالله تعالى يكلفنا بعدم التفرقة بين الأنبياء {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [1]. ومنزلة السيد المسيح عند المسلمين مرفوعة مكرمة، ومن ذلك قول الله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [2].

الأَنْبِيَاءُ بَيْنَ الرِّجْعِيَّةِ وَالتَّقَدُّمِيَّةِ:
والرجعية كلمة أصبحت تطلق حديثًا ويراد بها الرجوع إلى الوراء زمانًا أو مكانًا. والتقدمية كلمة تطلق حديثًا ويراد بها التقدم إلى الأمام زمانًا ومكانًا.
هذا المفهوم شاع بعد الثورة الفرنسية أي منذ سنة 1789 م، حيث دار التصويت في الجمعية الوطنية الفرنسية، فتجمع النواب الذين يدافعون عن الإقطاع وجلسوا في مقاعد اليمين، وتجمع المتطرفون في الدفاع عن المستضعفين وجلسوا في مقاعد اليسار وظل المعتدلون في مقاعد الوسط.
لهذا شاعت كلمة اليمين الرجعي، ويقصد بها أصحاب الدعوة إلى العودة للتمسك بما كان للإقطاع من حقوق كاذبة.
شاعت كلمة اليسار التقدمي، ويراد بها أصحاب الاتجاه المنادي بإنهاء الإقطاع وتقرير الحقوق الإنسانية للعمال والمستضعفين.
وعلى الرغم من أن الإسلام هو أول من حارب لصالح الكادحين والمستضعفين حيث

[1] [البقرة: 285].
[2] [آل عمران: 55].
نام کتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية نویسنده : البهنساوي، سالم علي    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست