نام کتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية نویسنده : البهنساوي، سالم علي جلد : 1 صفحه : 125
هذا وقد تخوف بعض قادة هذا الحزب من عدم تمكينهم من صباغة الشعب المصري، في القالب الذي تقبله روسيا، لأن بعض هذه الشروط تعد خيانة لمبادئ (لينين) وهذه المخاوف قد ترجمها الأستاذ (غالي شكري) في كتابه " الأرشيف السري للثقافة المصرية " والذي نشرته دار الطليعة بيروت في مايو 1975.
فقد ذكر ما نصه: «خرج اليساريون من السجون في أبريل ومايو سنة 1964، وبدأ الكتاب منهم يعودون إلى صحفهم، ومن لم يكن مقيدًا منهم في إحدى الصحف راح يبحث عن عمر، والدكتور عبد القادر حاتم وزير الثقافة يستقبلهم بناءً على التعليمات بالترحاب الشديد، ويفتح لهم قلبه مشيرًا إلى مؤلفات ماركس وإنجلز ولينين» (ص 87).
ويعلق الكاتب على ذلك بقوله: «إن قرار الانفتاح على اليسار علوي، وقنوات التنفيذ مسدودة، حيث كانت مجلة " الرسالة " تنشر مقالات للمحقق اللغوي (محمود شاكر)، يرد فيها على سلسلة مقالات الدكتور (لويس عوض) في " الأهرام ".
فاستخدم (محمود شاكر) معاجم الاتهام بالشعوبية، ومعاداة الإسلام، وتحولت " الرسالة " إلى ما يشبه جريدة " الدعوة " التي كان يصدرها الإخوان المسلمون - قبل حلهم -، إلى ما يشبه المنشورات الداعية إلى قلب نظام الحكم، وراح الشيخ (محمد الغزالي) يخطب في المساجد ضد (صلاح جاهين) (*)، الذي كان متحمسًا لعلمنة الأزهر، وتطوير قانون الأحوال الشخصية، وفي هذا المناخ وبالضبط سنة 1965 قامت المنظمات الشيوعية بحل نفسها. وكان الأمر فيما يبدو فوق السطح مزيدًا من الالتفاف حول قيادة عبد الناصر، لتوحيد الجهد والإسراع في طريق التحول السلمي نحو الاشتراكية، ولكن تحت السطح كان اليمين المتطرف بجمع صفوفه، وينظم تشكيلاته، ويستعد لوثبة مسلحة ضد اليسار والنظام، وحين أسفرت الفتنة عن وجهها المسلح تصدت لها أجهزة الأمن بالسجون والمعتقلات والمشانق واكتفى الرئيس عبد الناصر بإهداء وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى إلى الدكتور (لويس عوض)، واكتفى (شعراوي جمعة) بأن يكون أول عمل له في الداخلية سنة 1966 هو القبض على جيلين من مثقفي اليسار. وحين دخلت معتقل طرة في التاسع من أكتوبر وجدت معي (أحمد فوزي) و (أحمد فرج) و (سيد خميس) و (جمال الغيطاني)، وغيرهم من عشرات الشيوخ والكهول والشباب اليساري، وكانوا قد أفرجوا عن (لطفي الخولي) و (محمد الخفيف) و (إبراهيم سعد الدين) و (أمين عز الدين) بعد يوم أو يومين من اعتقالهم، وبقي بعضنا سبعين يومًا بين طرة والقلعة، وبقي البعض الآخر حتى الهزيمة في
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ / البَاحِثُ: تَوْفِيقْ بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَيْشِي]:
(*) محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، المشهور بـ (صلاح جاهين)، (25 ديسمبر 1930 - 21 إبريل 1986 م) شاعر ورسام وكاتب مصري يساري.
نام کتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية نویسنده : البهنساوي، سالم علي جلد : 1 صفحه : 125