نام کتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية نویسنده : البهنساوي، سالم علي جلد : 1 صفحه : 120
ممنوعة بمصر، مطلعها:
هَيَّا بِنَا إِلَى وَحْدَةٍ مَبْنِيَّهْ ... عَلَى أُصُولٍ بَيْنَنَا مَرْضِيَّهْ
قَانُونُهَا شَرِيعَةُ الإِسْلاَمِ ... قُدْسِيَّةُ الأَوْصَافِ وَالأَحْكَامِ
لَيْسَ فِيهَا شَائِبَةُ مِنَ البِدَعْ ... تُجِيزُ مَا الإِسْلاَمُ عَنْهُ قَدْ مَنَعْ
مِنْ أَخْذِ مَا لِلْنَّاسِ مِنْ أَمْوَالِ ... وَمَا كَسَبُوا مِنَ الحَلاَلِ
بِحُجَّةِ التَّأْمِيمِ وَالمُعَادَلَهْ ... بَيْنَ ذَوِي المَالِ وَمَنْ لاَ مَالَ لَهْ
لأَنَّ هَذَا مَا لَهُ دَلِيلُ ... فِي الدِّينِ أَوْ تُجِيزُهُ العُقُولُ
لهذا أعلنت القاهرة في 26/ 12 / 1961 إلغاء الاتحاد مع المملكة المتوكلية اليمنية، بعلة أن شعب اليمن لم يستفد من هذه التجربة حسبما نشرته " الأهرام " يوم 27/ 12 / 1961، ومن هنا فتحت الحرب الكلامية على الإمامية، بإشارة من الأستاذ هيكل في " الأهرام "، يوم 29/ 12 / 1961. والجدير بالذكر أنه بعد هذه القصيدة أعلن عبد الناصر في الإذاعة يوم 16/ 10 / 1961 ما نصه:
«لقد وقعنا ضحية وهم خطير، فقد كنا دائمًا نرفض المصالحة مع الاستعمار، ولكننا وقعنا في خطأ المصالحة مع الرجعية، ولا بد أن نقاتل الاستعمار في تصور الرجعية».
ومن هذا التاريخ بدأ عبد الرحمن البيضاني يذيع من صوت العرب ضد الإمام، وينشر في " روز اليوسف "، أما الزبيري والنعمان فأعلنا معارضتهما لتدخل مصر في شؤون اليمن الداخلية، فهذه سُبة في جبين الشعب اليمني إلى الأبد، فاتهمت مصر الزبيري أنه يعكس مصالح الجناح القبلي الإقطاعي المعارض للإمام أحمد، أما النعمان فقالت إنه يعبر عن مصالح الفئة الكومبرادورية (*) الهزيلة.
وعندما قام السلال بانقلابه ضد الإمام أحمد، قال عبد الناصر: «إن هذا الانتصار لكم وللثورة في اليمن، وهذا خطر على الاستعمار وإسرائيل وعلى مصالحهم، وفيه قضاء على مطامعهم، ولكننا سنصمد لكل التحديات». ويستكمل الدكتور الشهاوي تحليله في " الطليعة "، بقوله: «ثم أعلن عبد الناصر سياسة النفس الطويل في اليمن، أي الانكماش، وهكذا ذهب الجيش المصري إلى اليمن في الربع الثاني من القرن التاسع عشر تحت علم محمد علي باشا الكبير، مما جعل الاستعمار البريطاني يحتل عدن سنة 1839، ثم عاد الجيش المصري إلى اليمن تحت علم الثورة الوطنية، ثم انسحب منها بعد سياسة النفس الطويل.
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ / البَاحِثُ: تَوْفِيقْ بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَيْشِي]:
(*) كلمة الكومبرادورية، أصلها من اللغة البرتغالية (comprador) ، وكانت تطلق في الأصل على المواطن الصيني الذي يعمل وسيطًا أو وكيلاً في خدمة المستعمر الأوروبي، ثم أصبحت هذه الكلمة تطلق - في بلدان العالم الثالث - على المديرين المحليين والوكلاء التجاريين للشركات الأوروبية. وقد استخدم الحزب الشيوعي الصيني أثناء الثورة وبعدها بقيادة (ماوتسي تونج) مفهوم (الكومبرادوري) لفضح العملاء والوسطاء الصينيين المتعاونين مع الاستعمار.
انظر أيضًا: " موسوعة المصطلحات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية "، هاشم حسين ناصر المحنك.
نام کتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية نویسنده : البهنساوي، سالم علي جلد : 1 صفحه : 120