نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 534
المتقدمة، فلم يذكره [سعد بن عبد الله] القُمِّي (ت. 299/ 301هـ) في (المقالات والفرق)، ولا النوبختي في (فرق الشيعة)، ولا الأشعري في (مقالات الإسلاميين). ولعل أول من ذكره من الشيعة المسعودي (ت. 349هـ) في (التنبيه والإشراف). أما من غير الشيعة فلعله عبد القاهر البغدادي في (الفرق بين الفِرَق) حيث ذكر أنهم سموا بالاثنى عشرية لدعواهم أن الإمام المنتظر هو الثاني عشر من نسبه إلي علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
وظهور هذا الاسم كان بلا شك بعد ميلاد فكرة الأئمة الاثني عشر، والتي حدثت بعد وفاة الحسن العسكري، حيث إنه "قبل موت الحسن بن علي العسكري لم يكن أحد يقول بإمامة هذا المنتظر [إمامهم الثاني عشر]، ولا عرف من زمن علي ودولة بني أمية أحد ادعى إمامة الاثني عشر وهذا القائم" [1]، ولكن يرى صاحب مختصر التحفة الاثني عشرية أن زمن ظهور الإمامية الاثنى عشرية سنة مائتين وخمس وخمسين [2]، ويبدو أنه عيَّن هذا التاريخ بالذات، لأن تلك السنة (255هـ) هي التي زعمت الاثنا عشرية أنه ولد فيها إمامهم الثاني عشر، والذي يزعمون حياته إلى اليوم، وينتظرون خروجه، فإذا كان الأمر كذلك فينبغي أن يحدد التاريخ بسنة 260هـ، لأن دعوى وجود الإمام الثاني عشر المنتظر إنما ظهرت بعد وفاة الحسن العسكري (والذي توفي سنة 260هـ)» اهـ.
ولماذا اثنا عشر إمامًا؟
يحاول الرافضة إضفاء نوع من الشرعية على عدد أئمتهم عن طريق التدليل بأحاديث كثيرة لا أصل لها ملئت بها كتبهم ويطول المقام بذكرها، ولكن أذكر منها حديث الاثني عشر والذي له ألفاظ عدة في الصحيحين وغيرهما، حيث إنهم يتعلقون بهذه النصوص ويحتجون بها على أهل السنة، لا لإيمانهم بما جاء في كتب أهل السنة، ولكن للاحتجاج عليهم بما يسلمون به، عملًا بقول «من فمك أدينك». فلقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: «يكون اثنا عشر أميرًا كلهم من قريش» [3]، وقوله: «إن [1] ابن تيمية: منهاج السنة (8/ 249). [2] محمود شكري الألوسي: مختصر التحفة الاثني عشرية، ص (22). [3] رواه البخاري، كتاب الأحكام: 7222
نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 534