نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 487
وفي الترمذي وغيره أن عليًا روى هذا التفضيل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [1]».
ولكن من هم (الشيعة الأولى)؟
الشيعة الأولى هم شيعة علي - رضي الله عنه - العامة الذين كانوا على جانب عن هؤلاء الغالية والسبابة، والذين كانوا دائمًا يسعون إلى الصلح واجتناب القتال والجدال قدر الاستطاعة وحسب المقدور، ولو أن قليلًا منهم تأثروا بأفكار هؤلاء المخبثين، وانخدعوا بأباطيلهم وأكاذيبهم ووقعوا في شراكهم وحبائلهم. ولذلك لم يكن شيعة علي الأولى يطعنون في أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا يسبونهم ولا يشتمونهم، بل أكثر من ذلك كانوا يقدمون أبا بكر وعمر على عليٍّ - رضي الله عنه - [2].
يقول ابن تيمية [3]: «كانت الشيعة المتقدمون الذين صحبوا عليًا أو كانوا في ذلك الزمان لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر، وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان، وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الأوائل والأواخر»، ثم ينقل عن واحد منهم - وهو شريك بن عبد الله القاضي (ت. 177هـ) - أنه سأله سائل: «أيهما أفضل؟ أبو بكر أم علي؟ فقال له: أبو بكر، فقال له السائل: تقول هذا وأنت من الشيعة؟ فقال له: نعم، إنما الشيعي من قال مثل هذا، والله لقد رقى علي هذه الأعواد، فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، أفكنا نرد قوله؟ أفكنا نكذبه؟ والله ما كان كذابًا» اهـ.
ولقد أقر بذلك شيخ الرافضة أحمد الوائلي (1347 - 1424هـ) حيث قال [4]: «إني خلال مراجعتي كتب التاريخ لم أر في الفترة التي تمتد من بعد وفاة النبي حتى نهاية خلافة الخلفاء من عمد إلى الشتم من أصحاب الإمام، وإنما هناك من قيَّم الخلفاء وقيَّم [1] روى الترمذي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ طلع أبو بكر وعمر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، يا علي لا تخبرهما». [الترمذي، كتاب المناقب: 3665، وصححه الألباني]. [2] انظر، إحسان إلهي ظهير: الشيعة التشيع: فرق وتاريخ، ص (145). [3] ابن تيمية: منهاج السنة (1/ 13 - 4). [4] أحمد الوائلي: هوية التشيع، ص (38).
نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 487