وكتب الأستاذ محمد كرد علي -رحمه الله- فصلًا ممتعًا عن أصل الوهابية في كتابه "القديم والحديث"، ثُم قال في أهل نجد:
"وما ابن عبد الوهاب إلا داعية، هداهم من الضلال، وساقهم إلى الدين السمح، وإذا بدت شدة من بعضهم، فهي ناشئة من نشأة البادية، وقلما رأينا شعبًا من أهل الإسلام يغلب عليه التدين والصدق والإخلاص، مثل هؤلاء القوم.
وقد اختبرنا عامتهم وخاصتهم، سنين طويلة، فلم نرهم حادوا عن الإسلام قِيدَ غَلْوَة [1]، وما يتهمهم به أعداؤهم، فزورٌ لا أصل له"اهـ
وقال الدكتور محمد عبد الله ماضي في كتابه "حاضر العالم الإسلامي":
"كما بُعث الرسول محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - بين العرب، وهم في فوضى شاملة، وانحطاط عام، وتفكك وانحلال، ليس لهم وحدة تربطهم، ولا فكرة صالحة تجمعهم، فنشر مبادئ الإسلام بينهم، وجمعهم على التوحيد، فوحَّد بينهم في العقيدة، فأصبحوا يدينون بمبدأ واحد، ويعبدون الله وحده، فوحَّد بينهم في المظهر، وجعل منهم أمة واحدة عربية مسلمة، قوية عزيزة الجانب، وأقام لهم دولة على أساس من الدين الحنيف.
فكذلك أخذ المصلح المديني، والزعيم الإسلامي محمد بن عبد الوهاب في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، يدعو إلى تصحيح العقيدة، والرجوع إلى [1] أي: مقدار رمية سهم، وتقدر بثلاث مائة ذراع إلى أربع مئة.