نام کتاب : سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة نویسنده : الأنصاري، فريد جلد : 1 صفحه : 6
إن منطلق البحث السيميائي في اللباس الإسلامي، ونتيجته أيضا، كلاهما مرتبط بأصول العقيدة أساسا! سواء تعلق ذلك بالرجال أو بالنساء على السواء، لكن لكل منهما سيماؤه الخاصة. وغلط من يحصر ذلك في مجال التشريع فقط!
ومن هنا يتبين مدى الخطر الذي تؤدي إليه (حركة التعري) من تدمير عقدي للإسلام! كما سترى بحول الله. إن واقع الأمة اليوم، في هذا المقتل الجوهري على جانب من الخطر عظيم. فلقد رأينا أن قضية اللباس بما ترمز إليه من دلالات سيميائية؛ هي حرب حضارية تشن على الإسلام؛ لتدمير مواقعه الوجدانية في بنية التدين الاجتماعي. إن ذلك يعني سحب البساط من تحت كل أشكال العمل الديني التجديدي في البلاد الإسلامية، وجعله يضرب في الفراغ سدى! فإنْ كان في هذه الورقة من جديد تكشف عنه؛ فهو هذا! (1)
نعم، لقد سبق أن حذرنا من هذا الوضع من قبل، منذ أن كانت ملامحه الأولى في بداية تشكلها؛ عسى أن ينتبه أهل الشأن الدعوي إلى خطورة ما هم مقبلون عليه من تحديات، لكن عندما يختل ميزان الأولويات، ويضطرب تناسق التكامل في العمل الإسلامي؛ يكون توجيه الجهود إلى الجبهات الوهمية، وتكون النتيجة: خسارة في بنية التدين الاجتماعي كما نرى ونشاهد! ولذلك فإننا الآن نفضحه! ونربطه بفلسفته وأيديولوجيته القائمة على نوع من (الزندقة العقدية)، هي أشبه ما تكون (بحركة الزندقة) التي ظهرت في تاريخ الإسلام قديما. ولكننا الآن ههنا لن نعنى بهذا أصالة؛ بقدر ما نعنى ببيان
(1) لقد سبق إلى هذا المعنى -بوجه آخر- فضيلة الدكتور أحمد الأبيض التونسي، في كتابه الرائد (فلسفة الزي الإسلامي) (الطبعة الثانية بالمغرب/الدار البيضاء، ضمن سلسلة الحوار رقم:2 سنة: 1990)، بيد أننا ههنا ركزنا أكثر على بيان (سيماء المرأة) من خلال النصوص الشرعية، على المستويين: النفسي والصوري، وبيان مقاصد الأحكام الشرعية من كل ذلك.
نام کتاب : سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة نویسنده : الأنصاري، فريد جلد : 1 صفحه : 6