أعظم الناس حقاً
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قلت: يا رسول الله! من أعظم الناس حقا علي المرأة؟ قال: " زوجها " قلت: من أعظم الناس حقا علي الرجل؟ قال: " أمه " رواه الحاكم. (1)
أيها المضيع:
لأوكد الحقوق، المعتاض عن البر بالعقوق، الناسي لما يجب عليه، الغافل عما بين يديه، بر الوالدين عليك دين، وأنت تتعاطاه با تباع الشين، تطلب الجنة بزعمك، وهي تحت أقدام أمك، حملتك في بطنها تسعة أشهر، كأنها تسع حجج، وكابدت عند وضعك ما يذيب المهج، وأرضعتك من ثديها لبنا وأطارت لأجلك وسنا، وغسلت بيمينها عنك الأذى، وآثرتك علي نفسها بالغذا، وصيرت لك حجرها مهداً، وأنالتك إحسانا ورفدا، فإن أصابك مرض أو شكاية، أظهرت من الأسف فوق النهاية، وأطالت الحزن والنحيب، وبذلت مالها للطبيب، ولو خيرت بين حياتك وموتها، لآثرت حياتك بأعلى صوتها0هذا وكم عاملتها بسوء الخلق مرارا، فدعت لك بالتوفيق سرا وجهارا، فلما احتاجت عند الكبر إليك، جعلتها من أهون الأشياء عليك، فشبعت وهي جائعة، ورويت وهي ضائعة، وقدمت عليها أهلك وأولادك في الإحسان، وقابلت أياديها بالنسيان، وعب لديك أمرها وهو يسير، وطال عمرها وهو قصير، وهجرتها ومالها سواك من نصير، هذا ومولاك قد نهاك عن التأفيف، وعاتبك في حقها بعتاب لطيف، وستعاقب في دنياك بعقوق البنين، وفي أخراك
(1) في مستدركه - كتاب البر والصلة وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه 4/ 0175