وكان زوجها صلة بن أشيم في مغزى معه ابن له , فقال: أي بني! تقدم فقاتل حتى احتسبك , فحمل فقاتل حتى قتل .. ثم تقدم فقتل , فاجتمعت النساء عندها فقالت: إن كنتن جئتن لتهنئنني فمرحبا بكن وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن .. ولم تتوسد معاذة فراشا بعد أبى الصهباء حتى ماتت.
ولما جاءها الموت بكت ثم ضحكت فقيل لها مم بكيت ثم ضحكت؟ قالت: أما البكاء الذي رأيتم , فإني ذكرت مفارقه الصيام والصلاة والذكر فكان البكاء لذلك ... وأما الذي رأيتم من تبسمي وضحكى فإني نظرت إلى أبى الصهباء قد أقبل في صحن الدار وعليه حلتان خضراوان وهو في نضر ما رأيت لهم في الدنيا شبها فضحكت إليه ولا أراني أدرك بعد ذلك فرضا فماتت قبل أن يدخل وقت الصلاة [1].
- حفصه بنت سيرين (رحمها الله):-
نشأت في بيت تقوى وصلاح فأخيها محمد بن سيرين صاحب كتاب تفسير الأحلام .. قرأت القران وهى ابنة اثنتي عشرة سنه وماتت وهى ابنه تسعين سنه .. مكثت في مصلاها ثلاثين سنه لا تخرج إلا لحاجة أو لقائلة [2].
- فاطمة بنت محمد بن المنكدر (رحمها الله):
كانت نهارها صائمة فإذا جنها الليل تنادى بصوت حزين: هدأ الليل واختلط الظلام وأوى كل حبيب إلى حبيبه وخلوت بك. [1] انظر تاريخ الإسلام للذهبي 3/ 76 - صفه الصفوة لابن الجوزى 4/ 13. [2] صفه الصفوة لابن الجوزى4/ 14.