نام کتاب : كلمات مضيئة في الدعوة إلي الله نویسنده : محمد علي محمد إمام جلد : 1 صفحه : 529
والشتاء بالصيف حتى يحتاج إمامهم إلى تحديد اغترابهم بأربعة أشهر [1] وهم أينما رحلوا ونزلوا مدارس سيارة ومساجد متنقلة وهكذا نشروا الدين من أقصى الأرض إلى أقصاها ومن شرقها إلى غربها.
هذه مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ساكنها ألف ألف سلام فى القرن الهجرى الأول، وهكذا كان يجب أن يكون العالم الإسلامى كله – إذا كان عالماً إسلامياً – فكما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إمام المسلمين بأجمعهم والأسوة العامة لجميع المسلمين فى كل زمان ومكان كذلك مدينته إمام المدن الإسلامية والأسوة العامة فى كل زمان فإن النبى - صلى الله عليه وسلم - قد انتهج منهجاً للحياة وهذه الحياة قد تمثلت فى مدينته فى عهده ويجب أن تتمثل فى جميع البلدان الإسلامية فى كل زمان. [1] إشارة إلى الخبر الذى أخرجه عبد الرازق فى مصنفه عن ابن جرير قال: أخبرنى من أصدق أن عمر – رضى الله عنه – بينما هو يطوف سمع امرأة تقول: ...
تطاول هذا الليل واسود جانبه فلولا ... حذار الله لاشئ مثله ... وأرقنى أن لا حبيب ألاعبه ... لزعزع من هذا السرير جوانبه
فقال عمر – رضى الله عنه -: مالك .. ؟ قالت: أغربت زوجى منذ أشهر وقد اشتقت إليه. قال: أردت سوء. قالت: معاذ الله! قال: فأملكى عليك نفسك، فإنما هو البريد إليه. فبعث إليه، ثم دخل على حفصة – رضى الله عنها – فقال: إنى سائلك عن أمرٍ قد أهمنى فأفرجيه عنى، فى كم تشتاق المرأة إلى زوجها؟ فخفضت رأسها واستحيت. قال: فإنى الله لا يستحى من الحق. فأشارت بيديها ثلاثة أشهر، وإلا فأربعة أشهر. فكتب عمر – رضى الله عنه – أن لا تحبس الجيوش فوق أربعة أشهر. كذا فى الكنز (انظر حياة الصحابة – 1/ 459).
نام کتاب : كلمات مضيئة في الدعوة إلي الله نویسنده : محمد علي محمد إمام جلد : 1 صفحه : 529