نام کتاب : كلمات مضيئة في الدعوة إلي الله نویسنده : محمد علي محمد إمام جلد : 1 صفحه : 131
انظر إلى حكمة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة لما مر سعد بن عبادة بأبى سفيان بن حرب فى كتيبة الأنصار قال له: اليوم يوم الملحمة .. اليوم تستحل الحرمة .. اليوم أذل الله قريشاً .. فلما حاذاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى كتيبته شكا إليه ذلك أبو سفيان قال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا تسمع ما قال سعد .. ؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: وما قال؟ قال: كذا وكذا ... فاستنكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالة سعد وقال: بل اليوم يوم المرحمة، اليوم يعز الله قريشاً ويعظم الكعبة، فأرسل إلى سعد فنزع منه اللواء ودفعه إلى قيس ابنه ورأى أن اللواء لم يخرج عن سعد إذ صار إلى ابنه [1].
يقول أبو الحسن الندوى: ولم يزد الرسول - صلى الله عليه وسلم - الملهم أن أبدل حرفاً بحرف وأباً بابن، فعالج نفس أبى سفيان المكلومة وكان فى حاجة إلى تأليف القلب من غير أن يسيئ إلى سعد صاحب سوابق فى الإسلام [2].
وتجلت حكمة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قسم غنائم حنين فقسمها فى المهاجرين من الطلقاء ولم يعط الأنصار شيئاً. فقالت الأنصار: إذا كانت الشدائد فنحن ندعى ويعطى الغنيمة غيرنا. فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأنصار فجمعوا فى حظيرة فخطب خطبة عظيمة قال فيها .. ألم آتكم ضُلالاً فهداكم [1] زاد المعاد – 2/ 260. [2] السيرة النبوية - لأبي الحسن الندوى.
نام کتاب : كلمات مضيئة في الدعوة إلي الله نویسنده : محمد علي محمد إمام جلد : 1 صفحه : 131