responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 239
إليها، وربما يكون ذلك تعميقاً للانشقاق في المجتمع الإسلامي، أو داخل الصف الدعوي والصف العلمي خصوصاً إذا كان الدفاع ينطلق من ولاءٍ راسخ، أو تبعية مطلقة.
إن التمحور حول الأشخاص بالتبعية أو الإقصاء لهو معاناة مستحكمة، وإذا تم غض الطرف عنه في ظرف من الظروف التي مضت؛ فإنه من غير الممكن أن نغض الطرف عنه الآن، ويجب أن ندفع من جهدنا ومن عرقنا ومن حقوقنا الشخصية ومن أعصابنا لأن نعيد إلى الأمة لحمتها ووحدتها، وأن نبعدها عن عوامل التفرقة والانشطار.
نعم! إن إحقاق الحق، ورد الخطأ مطلب شرعي، وحفظ مقامات الناس هو مطلب شرعي آخر، والشريعة تتكامل ولا تتقاطع.
يجب أن يُمنح الشباب بعض الحرية في النقد، وشيئاً من الحرية في مدى استحقاق من نسميهم، وجدارتهم بهذه الألقاب التي نضفيها عليهم.
نعم! نحن نطالب بتحسين لغة الحوار، وتجاوز سلبياته، لكن لا يجب أن نفترض المستحيل ولا أن نفترض أن القدرة على الحوار الهادئ يمكن أن تتم بين يوم وليله، دع الناس يعبرون عن رأيهم الآن، ثم قم أنت بالتوجيه، وسوف يتم التدارك بعد ذلك، وتهدأ اللغة بعدما يزول الاحتقان، ولو إلى حد ما!
إذا كنا نحن ننتقد الحكومات والسلطات التي تضيق بالرأي الآخر؛ فلماذا نمارس الخطأ ذاته في محافلنا ومجامعنا ومنتدياتنا وحلقاتنا وجماعاتنا ودوائرنا.
إن النقد لا يدمر الأشخاص الجديرين كما نتوهم بل هو يبنيهم، ويزيدهم تألقاً وطموحاً وثقة، ويثير فيهم عوامل الإبداع، وينفض عنهم غبار التقليد والركون، ويقضي على سلبيات العظمة الوهمية، والكبرياء الكاذبة، والتعالم والادعاء الذي يسرع لمن تعود ألا يسمع إلا الإطراء والمديح والتأييد.
يجب أن تتعود آذاننا على سماع نقد أولئك الذين نحبهم، ما دام النقد ليس اتهاماً ولا تجريحاً ولاطعناً ولا سباباً؛ فإذا تحول إلى شيء من هذا فهو اللغو الذي نعرض عنه (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) (القصص:55).

نام کتاب : مفهوم الحرية بين الإسلام والجاهلية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست