نام کتاب : مقتطفات من كتاب من روائع حضارتنا نویسنده : السباعي، مصطفى جلد : 1 صفحه : 179
وتمضي الشريعة في تشريع الرحمة بالحيوان، فتحرم المكث طويلاً على ظهره وهو واقف فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لا تتخذوا ظهور دوابكم كراسي) [1]. وتحرم إجاعته وتعريضه للضعف والهزال. فقد مرّ عليه السلام ببعير قد لصق ظهره ببطنه فقال: (اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة) [2]. كما تحرم إرهاقه بالعمل فوق ما يتحمل. دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بستاناً لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي حنَّ وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح دموعه، ثم قال: من صاحب هذا الجمل؟ فقال صاحبه: أنا يا رسول الله، فقال له عليه الصلاة والسلام: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه) [3] (أي تتعبه بكثرة استعماله).
كما تحرم التلهي به في الصيد (من قتل عصفوراً عبثاً، عج إلى الله يوم القيامة يقول: يا رب إن فلاناً قتلني عبثاً ولم يقتلني منفعة) [4]. واتخاذه هدفاً لتعليم [1] رواه أحمد والحاكم. [2] رواه أبو داود وابن خزيمة. [3] رواه أحمد وأبو داود. [4] رواه النسائي وابن حبان.
نام کتاب : مقتطفات من كتاب من روائع حضارتنا نویسنده : السباعي، مصطفى جلد : 1 صفحه : 179