نام کتاب : مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 18
أديانهم، وإبعادهم عن رحمة الله، فجُوزيَ من جنس عمله، كما أن معلّم الناس الخير يستغفر له كل شيء حتى الحوت في الماء، والطير في الهواء؛ لسعيه في مصلحة الخلق، وإصلاح أديانهم؛ ولأنه قربهم من رحمة الله، فَجُوزيَ من جنس عمله [1].
وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ((من سُئِل عن علمٍ يَعْلَمُهُ فَكتَمَهُ أُلْجِمَ يوم القيامة بلجامٍ من نار)) [2].
فتبيّن بذلك وغيره أن العلم النافع الذي هو أحد أركان الحكمة لا يكون إلا مع العمل به؛ ولهذا قال سفيان [3] في العمل بالعلم والحرص عليه: ((أجهل الناس من ترك ما يعلم، وأعلم الناس من عمل بما يعلم، وأفضل الناس أخشعهم لله)) [4].
وقال رحمه الله: ((يُرادُ للعلم: الحفظ، والعمل، والاستماع، والإنصات، والنشر)) [5].
وقال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: ((تعلّموا، تعلّموا، [1] انظر: تفسير عبد الرحمن بن ناصر السعدي،1/ 186،وتفسير البغوي،1/ 134،وابن كثير، 1/ 200. [2] الترمذي، في العلم، باب ما جاء في كتمان العلم، برقم 2649، وأبو داود في العلم، باب كراهية منع العلم، برقم 3658، وابن ماجه في المقدمة، باب من سئل عن علم فكتمه، برقم 266، وأحمد، 2/ 263، 305، وانظر: صحيح ابن ماجه للألباني، 1/ 49، وصحيح الترمذي، 2/ 336. [3] سفيان بن عيينة بن أبي عمران، الإمام الكبير شيخ الإسلام، ولد سنة 107هـ، في النصف من شعبان، وعاش (91) سنة. انظر: سير أعلام النبلاء، 8/ 454 - 474. [4] أخرجه الدارمي في سننه، في المقدمة، باب فضل العلم والعالم، 1/ 81. [5] المصدر السابق، 1/ 81.
نام کتاب : مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 18