فيحتسبه)) [1]، وأما حسن الخلق فالبشرى لصاحبه، فإنه ((ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق)). (2)
وينصب الصراط على جهنم، وهو جسر يرِد عليه الجميع، فيمرون عليه على قدر أعمالهم، فسعيد ناج إلى الجنة، أو مخدوش، أو شقي مكردس في النار، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ويضرب الصراط بين ظهري جهنم .. وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان .. غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله؛ تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، أو الموثق بعمله، ومنهم المخردل أو المجازى)). (3)
والمكردسون في النار هم الكافرون، ومن غلبت عليه سيئاته من عصاة المسلمين، فأما الكافرون فيخلدون فيها ولا يخرجون، وأما غيرهم من المسلمين، فيخرجون منها إذا طهرتهم النار من سالف أفعالهم {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (البقرة: 39).
ويصف الله بعض حسرات أهل النار وعذابهم فيها: {والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور - وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير} (فاطر: 36 - 37).
وحتى لا يتوقف العذاب عن أهل النار فإن الله يهيئ من الأسباب ما يجعله مستمراً {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً} (النساء: 56).
وتصور آيات القرآن مشاهد من عذاب أهل النار ليهلك من هلك عن بينة: {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم - يصهر [1] أخرجه أحمد ح (15235).
(2) أخرجه الترمذي ح (2002)، وأبو داود ح (4799)، وأحمد ح (26971).
(3) أخرجه البخاري ح (7438)، ومسلم ح (182).