responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقالات الشيخ محمود غريب (الجزء الأول) نویسنده : محمود محمد غريب    جلد : 1  صفحه : 13
علمني الهدهد
محمود غريب
مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية
سلطنة عُمان
تعلمت فنَّ المناقشة من أساتذة كبار , ومع ذلك لم أستطع أن أنكر دور الهدهد في حديثه مع سليمان - عليه السلام.
فالهدهد عندما تعجب من عبادة سبأ للشمس من دون الله صوّر الله - سبحانه بأنّه الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض.
والهدهد بهذا التصوّر متأثر بصنعته. فهو يُخرج الدودة المخبّأة في الأرض , فأثرت فيه صنعته في تصّوره لله سبحانه.
تعلمت من الهدهد أنني إن ناقشت زراعياً قدّمت له الأدلّة من تخصصه.
وإن ناقشت طبيباً فغيب جسم الإنسان كلّه دلالات علي وجود الله.
وإن ناقشت رجل القضاء فالله يحقّ الحق بكلماته.
وأول ما أكد لي ضرورة هذا المنهج هو عملي 1973 و 1974 محاضراً بجامعة القاهرة. ولكل كلية لغة في الحديث والمناقشة.
التقيت في بغداد 11/ 81 بالدكتور لينو أينو لينا ثوري - خبير الآفات الزراعية بالعالم العربي. وأرسلت لي جامعة بغداد مترجماً , واخترت مادة الحوار قول الله تعالي {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}
تكلمت مع الدكتور لينو أينو عن مجموعة من الطيور ونظام الجماعة فيها فهي أمم , ومجموعة من البكتريا ونظام الجماعة فيها فهي أمم , ومجموعة من الأسماك ونظام الجماعة فيها فهي أمم.
كان الدكتور أعلم مني بما أقول. فلم تمض ساعة حسب الشريط الذي بالمسجل حتي وقف الدكتور لينو وقال وهو يحني رأسه:
محمد يستمع إلي صوت السماء. وكرَّرها عدَّة مرَّات.
فقال له الدكتور شلال - الذي ترجم الحوار: هل تعني أن محمدًا نبي؟ قال لينو: هذه الحقائق عرفتها وأنا أعد الدكتوراه في (فلندا) في القرن العشرين فمن علَّمها لرجل البادية محمد منذ 1400 عام محمد يستمع إلي صوت السماء.
سيدي يا رسول الله. من أنبأك هذا؟
أشهد أن هذا القرآن منزل من عند الله؟

نام کتاب : مقالات الشيخ محمود غريب (الجزء الأول) نویسنده : محمود محمد غريب    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست