وَأَنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [1].
وأعظم النعم الإيمان، وذنب الزنا والسرقة وشرب الخمر وانتهاب النهبه يزيل النعم ويسلبها.
قال بعض السلف: أذنبتُ ذنباً فحُرِمتُ من قيام الليل سنة.
وقال آخر: أذنبتُ ذنباً فحُرِمتُ فهم القرآن. وفي مثل هذا قيل:
إذا كنتَ في نعمة فارْعَهَا ... فإنّ المعاصي تُزيل النعم
وبالجملة فإن المعاصي نار النعم تأكلها كما تأكل النار الحطب، عياذاً بالله من زوال نعمته، وتحول عافيته، وفُجاءة نقمته، وجميع سخطه.
رابعاً: خوف الله وخشية عقابه، وهذا إنما يثبت بتصديقه في وعده ووعيده والإيمان به وبكتابه وبرسوله، وهذا السبب يَقْوَى بالعلم واليقين، ويضعف بضعفهما. قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [2].
خامساً: محبة الله، وهي من أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته ومعاصيه؛ فإن المحب لمن يحب مطيع.
سادساً: شرف النفس وزكاؤها وفضلها وأنفتها وحميتها أن تختار الأسباب التي تحطّها وتضع قدرها، وتخفض منزلتها وتحقرها، وتسوّي بينها وبين السفلة. [1] سورة الأنفال، الآية: 53. [2] سورة فاطر، الآية: 38.