responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك نویسنده : عبد الكريم الحميد    جلد : 1  صفحه : 48
ولا ناراً علموا أنه لا شيء في العقول والفطر أحسن من عبادته ولا أقبح من الإعراض عنه، وجاءت الرسل وأنزلت الكتب لتقرير ما استودع سبحانه في الفطر والعقول من ذلك وتكميله وتفصيله وزيادته حسناً إلى حسنه.
فاتفقت شريعته وفطرته وتطابقا وتوافقا وظهر أنهما من مشكاة واحدة فعبدوه وأحبوه ومجدوه وحمدوه بداعي الفطرة وداعي الشرع وداعي العقل فاجتمعت لهم الدواعي ونادتهم من كل جهة ودعتهم إلى وليهم وإلههم وفاطرهم فأقبلوا إليه بقلوب سليمة لم يُعارض خبره عندها شبهة توجب ريباً وشكاً ولا أمره شهوة توجب رغبتها عنه وإيثارها سواه.
فأجابوا دواعي المحبة والطاعة إذ نادت بهم: حي على الفلاح، وبذلوا أنفسهم في مرضاة مولاهم الحق بذل أخي السماح، وحمدوا عند الوصول إليه مسراهم وإنما يحمد القوم السّرى عند الصباح.
فدينهم دين الحب وهو الدين الذي لا إكراه فيه، وسيرهم سير المحبين وهو الذي لا وقفة تعتريه:
إني أدين بدين الحب ويْحَكُم ... فذاك ديني ولا إكراه في الدين ...

ومن يكن دينه كرهاً فليس له ... إلا العناء وإلا السير في الطين ...

وما استوى سَيْر عبد في محبته ... وسير خال من الأشواق في دين ...

نام کتاب : إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك نویسنده : عبد الكريم الحميد    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست