نام کتاب : الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح نویسنده : العقيلي، سعود بن محمد جلد : 1 صفحه : 77
وعن سعد بن أبي وقَّاص- رضي الله عنه- أنَّه سمع ابناً له يدعو وهو يقول: اللهمَّ إنِّي أسألك الجنَّةَ ونعيمها وإستبرقها ونحواً من هذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها. فقال: يا بنيَّ إنِّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يكون قوم يعتدون في الدعاء». وإيَّاك أن تكون منهم؛ إنَّك إذا دخلتَ الجنة أعطيتَ ما فيها من الخير، وإن أعذتَ من النار أعذتَ ممَّا فيها من الشَّرِّ [1].
وعن عبد الله بن مغفل- رضي الله عنه- أنَّه سمع ابنَه وهو يقول في دعائه: اللهمَّ إنِّي أسألك القصر الأبيض عن يمين الدَّاخل إلى الجنَّة. فقال: (يا بنيَّ سل اللهَ الجنَّةَ وتعوَّذ به من النَّار؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور» [2].
19 - الاقتصارُ على طلب الدُّنيا في دعائه واستدامته ذلك؛ قال ابنُ كثير: ذَمَّ الله مَن لا يسأله إلَّا في أمر دنياه وهو معرض عن أخراه؛ وذلك عند قوله تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [البقرة: 200] أي من نصيب ولاحظ. وتضمن هذا الذم التنفير عن التشبيه بمن هو كذلك قال سعيد بن جبير عن ابن عباس: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون: اللهم اجعله عام
غيث وعام خصب وعام ولاد حسن لا يذكرون من أمر الآخرة
شيئا فأنزل الله فيهم {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا
وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} وكان يجيء بعدهم قوم آخرون [1] سبق تخريجه ص53. [2] مسند الإمام أحمد بن حنبل (4/ 87)، صحيح ابن حبّان، باب إخباره - صلى الله عليه وسلم - عمَّا يكون في أمَّته من الفتن والحوادث، (15/ 166)، والحاكم في مستدركه (5/ 35)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
نام کتاب : الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح نویسنده : العقيلي، سعود بن محمد جلد : 1 صفحه : 77