responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البواكير نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 172
عليهما من يعلم أن الله مطّلع عليه وأنه سيقف عما قليل بين يديه، وأنه إن سأل عباده ولم يسأله كان كالذي يدخل على الملك فلا يسأله حاجته ثم يخرج فيتوسل إلى خادمه ويطلبها منه، ولا يقدر عليها هذا إلا بأمر سيده!
لقد اختلفوا في عقاب تارك الصلاة، ولكن أكبر عقاب له هو حرمانه من هذه اللذة العظيمة، لذة الإيمان والاطمئنان التي لا توصَف ولا تدرَك بوصف:
لا يعرف العشقَ إلا مَن يكابده ... ولا الصَّبابةَ إلا من يعانيها
المصلي جريء شجاع، لا يرهب مخلوقاً ولا يطمع فيه لأنه يسمع صوت الخالق يدعوه أن سلني أُجِبْك، واطلب مني أُعْطِك، وادعُني أستجِبْ لك. أفتدع الله وتقصد العبد الضعيف؟
* * *
المصلي إنسان كامل رقيق الشعور حي العاطفة، لأنه يفيق كل يوم سَحَراً، والليل خاشع ساكن، والكون صامت هادئ لا يُسمَع فيه إلا صدى صوت المؤذن العذب، فيرى جمال الطبيعة ويشهد ساعة التجلي والنور، في حين أن تارك الصلاة يغط في نومه غطيط البَكْر! (1)
المصلي صادق المواعيد قوي الإرادة، لأنه يريد النهوض،

(1) البَكْر هو الفَتِيّ من الإبل، والأنثى بَكْرة، ومنه قولهم: «جاؤوا على بَكرة أبيهم» (ولا تقل: عن بكرة أبيهم) أي جاؤوا جميعاً (مجاهد).
نام کتاب : البواكير نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست