التائب تفضلاً منه ومنَّة في كل وقت وحين إلا أنه سبحانه حَجَبَ باب التوبة عن الذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال: إني تبت الآن. فهذا الصنف من الناس ليس داخلاً في حُكم التائبين المقبولين؛ لأنه يتدنس بالمعاصي ويلج في الغواية حتى إذا عاين الموت وصار في حين اليأس أنشأ توبة بعد أن أحاطت به الخطيئة، وانقطعت عنه أسباب النجاة فأنى له ذلك ... ؟!
فلا يجوز تضييع الوقت بالاشتغال بالمعصية أو اللغو أو الإعراض عن واجب أو فرض.
عن صفوان بن عَسَّال قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من قبل مغرب الشمس بابًا مفتوحًا، عرضه سبعون سنة؛ فلا يزال ذلك الباب مفتوحًا للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه، فإذا طلعت من نحوه، لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا» [1].
وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إن الله - عز وجل - ليقبل توبة العبد ما لم يغرغر» [2]. [1] رواه «ابن ماجه» (4070) في الفتن باب طلوع الشمس من مغربها. [2] رواه «الترمذي» (3531)، و «ابن ماجه» (4253)، والحاكم في «المستدرك» 4/ 257 وهو حديث حسن. وقد تقدم.