نام کتاب : الخطب المنبرية نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 55
إلا الله. فهي رأس الملة والدين، وهي حبل الله المتين، فما خاب من تعلق بحبل لا إله إلا الله. غويت أحلام الجاهلين وضلت أفئدة المعاندين حيث جعلوا إلهين اثنين بعد ما طلع بدر لا إله إلا الله.
أحمده سبحانه وأشكره إذ جعلنا من أهل لا إله إلا الله. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنجي قائلها إذا خاب أهل الشرك ونجا أهل لا إله إلا الله.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي جدد الله به ما درس من معالم لا إله إلا الله. ومع ذلك قال له: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [1]. فصدع بها ونادى، ووالى عليها وعادى، وقال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق لا إله إلا الله 2") . فدعا إلى الله سرا وجهارا ليلا ونهارا حتى انكشف الغطاء عن وجه لا إله إلا الله.
اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه الذين حموا بمرهفاتهم حوزة لا إله إلا الله، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وجددوا إيمانكم في المساء والصباح بتأمل معنى لا إله إلا الله. فيا ذوي العقول الصحاح، ويا ذوي البصائر والفلاح، نادوا بالفلاح، فلا فلاح إلا لأهل لا إله إلا الله. فكلمة الإسلام ومفتاح دار السلام لا إله إلا الله. فلا قامت السموات والأرض، ولا صحت السنة والفرض، ولا نجا أحد يوم العرض إلا بلا إله إلا الله. ولا جردت سيوف الجهاد، وأرسلت الرسل إلى العباد، إلا ليعلموهم العمل بلا إله إلا الله. فانقسم [1] سورة محمد آية: 19.
2 رواه: البخاري ومسلم إلا أنه عند البخاري بلفظ /32 أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله /32 البخاري (1:75) , مسلم (1:210-212) .
نام کتاب : الخطب المنبرية نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 55