نام کتاب : العتاب بين الأصدقاء نویسنده : أبو نصية التميمي جلد : 1 صفحه : 66
لم يعاتب على الزلّة، فليس بحافظٍ للخلة".
وقد وقع لي من بعض من أحبّ، أنْ اتُهمْتُ عنده بذنب ما قارفتُه طرفة عين، فحام ذلك في نفسه طويلاً، حتى صرت حديث سوء على لسانه، وجانياً بما لم أقارفه لسوء ظنه وعمى إمعانه، ولو أنّه توجّه إليّ بالعتاب والملامة، لأبصرته الحقيقة بابتسامة، فزال الدّاء واتّصَلَ الرّجَاء وعمّ الهَناء، "ففي العتاب حياة بين أقوام"، ولكنّه التجليح وركوب الرأس، منّ الله علينا بالعافية:
ظواهر العتب للإخوان أحسن من ... بواطن الحقد في التسديد للخلل
(ابن المُقَري)
ومثله أو أجودَ منه للمتنبي:
لعلّ عتبك محمودٌ عواقبه ... وربّما صحّت الأجساد بالعللِ
وقال آخر:
ترك العتاب إذا استحق أخٌ ... منك العتاب ذريعة الهجران!
"معاتبة الأخ خيرٌ من فقده، ومن لك بأخيك كلّه؟ " (أبو الدرداء - رضي الله عنه -)
فربما كان في العتاب كشف للبسٍ جرى بين الصديقين، وهذا لا سبيل إلى معرفته إلا بمثل ما أشرنا
نام کتاب : العتاب بين الأصدقاء نویسنده : أبو نصية التميمي جلد : 1 صفحه : 66