والأقوال حتى تكون حافزاً- هي وما سبق أن سقته- لبني ديني لأن ينفضوا غبار الذل والضَّعة عنهم حتى يبزغ لهم بإذن الله تعالى- فجرٌ جديد.
ثم إن أهل الهمّة العالية منهم لم يفوقوا في ذلك أسلافنا, بل هم قد سبقوهم سبقاً عظيماً, ولكن لما اقتربت حوادثهم من عصرنا, وحققوا بهممهم تلك ما نراه من مخترعات وتقنيات, ساغ لي أن أورد بعض أخبارهم على أنها من جملة ما يحسن بنا اتباعه والأخذ به من الحكم وتجارب الأمم, والله أعلم.
هذا, ووصيتي لكل من يقرأ هذا الكتاب أن يأخذ نفسه بإرشاداته, ويعمل ما في وسعه ليتشبه بهمة وجدِّ وعزيمة أولئك الرجال الذين ذكرت أخبارهم وأحوالهم, فإنه إن صنع ذلك يُرجى له الفلاح والسعادة, وتمام الأمر والسيادة, والله المستعان.