وقال رجل لسلمان الفارسي - رضي الله عنه -: "أوصني"، فقال: "لا تتكلم! " قال: "ما يستطيع من عاش في الناس ألَّا يتكلم"، قال: "فإن تكلمتَ فتكلم بحق، أو اسكت" [1].
قال الشافعي -رحمه الله-:
وجدتُ سكوتي متجرًا فَلَزِمتُه ... إذا لم أَجِدْ ربحًا فلستُ بخاسرِ
وقال -أيضًا-:
قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم ... إن الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ
وقال مرةً رجل: "ما أشدَّ البرد اليوم! " فالتفت إليه المعافى بن عمران، وقال: "استدفأت الآن؟! لو سكتَّ؛ لكان خيرًا لك" [2].
وقال أبو بكر بن محمَّد بن القاسم: كان شيخنا أبو إسحاق الشيرازي إذا أخطأ أحد بين يديه، قال: "أيُّ سكتةٍ فاتتك؟ " [3].
(1) "جامع العلوم والحكم" ص (162).
(2) "السير" (9/ 84).
(3) "السير" (18/ 455).