responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 262
المال طمعًا في الأجر الجزيل من الله - عز وجل -.
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم - مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -» (رواه مسلم).
ولم يقتصر - صلى الله عليه وآله وسلم - في تربيته تلك على نسائه بل حتى أولاده رباهم على القناعة؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ فَاطِمَةَ - رضي الله عنها - أَتَتْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - تَسْأَلُهُ خَادِمًا وَشَكَتْ الْعَمَلَ فَقَالَ:
«أَلَا أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ: تُسَبِّحِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتُكَبِّرِينَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ حِينَ تَأْخُذِينَ مَضْجَعَكِ» (رواه مسلم).
• صورة من قناعة الصحابة والسلف الصالح:
وسار على منهج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صحابته الكرام - رضي الله عنهم - والتابعون لهم بإحسان؛ فقد عاشوا أول الأمر على الفقر والقلة، ثم لما فتحت الفتوح واغتنى المسلمون بقوا على قناعتهم وزهدهم، وأنفقوا الأموال الطائلة في سبيل الله.
عن أَبي بردة، عن أَبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في غَزاةٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ بَيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ، فَنقِبَت أقدَامُنَا وَنَقِبَت قَدَمِي، وسَقَطت أظْفَاري، فَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أرْجُلِنا الخِرَقَ، فَسُمِّيَت غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ لِمَا كُنَّا نَعْصِبُ عَلَى أرْجُلِنَا مِنَ الخِرَقِ، قَالَ أَبُو بُردَة: فَحَدَّثَ أَبُو مُوسَى بِهَذَا الحَدِيثِ، ثُمَّ كَرِه ذَلِكَ، وقال: مَا كُنْتُ أصْنَعُ بِأنْ أذْكُرَهُ! قَالَ: كأنَّهُ كَرِهَ أنْ يَكُونَ شَيْئًا مِنْ عَمَلِهِ أفْشَاهُ. (متفقٌ عَلَيْهِ). (فَنقِبَت أقدَامُنَا: أي قرحت من الحفاء).
وبعث معاوية - رضي الله عنه - إلى عائشة - رضي الله عنها - بمائة ألف درهم.
قال عروة بن الزبير: «فوالله ما أمست حتى فرقتها، فقالت لها مولاتها:
«لو اشتريت لنا منها بدرهم لحمًا»! فقالت: «ألا قلتِ لي؟».
لقد نسيَت نفسها - رضي الله عنها - وفرقت مالها، واستمرت على قناعتها بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.فهل تقتدي نساء المسلمين بعائشة - رضي الله عنها - بدلًا من سرف الإنفاق على النفس وحظوظها والزينة؟!

نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست