responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 341
شعبة للرياضيات وشعبة للفلسفة. فانتسبت إلى الفلسفة بلا تردد.
وأُقِرّ الآن -بعد تخرّجي فيها بثلاث وخمسين سنة- أنها جدّدت فكري ووسّعَت أفقي وتركت في نفسي أثراً عميقاً لا يمّحي، ولكنها كانت خطيرة جداً؛ لولا أن الله سلّمني منها وأنه -بفضله- جعل عندي من سالف دراستي ذخيرة وفيرة من علوم الدين وأساساً راسخاً (أسأل الله بقاءه) من الإيمان، لأضلّتني.
كما أقرّ أن سفري إلى مصر، على رغم أنها بلد الأزهر ومثابة العلماء، وأن إقامتي فيها كانت قصيرة وكانت في وسَطٍ إسلامي، أنها -على هذا كله- كادت تفتنني وتُبدّل سلوكي. فليتّقِ الله الذين يبعثون بأولادهم إلى بلاد لا يُسمَع فيها أذان ولا يُتلى فيها قرآن، وفي نفوسهم ظمأ قاتل وحولهم أنواع البارد المسموم من حلو الشراب.
إذا كنت أنا الناشئ في بيت العلم والدين كدت أفسد في مصر وأنا ابن عشرين، فماذا تكون حال من يذهب في مثل تلك السن إلى أوربا أو أميركا أو روسيا؟
* * *

نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست