responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 259
عنها لما رضيت غيرها، رحمه الله ورحمها؛ فلقد عهدتها -لمّا عرفتها- امرأة صالحة. كانت مثلاً عالياً للمرأة المسلمة الراضية عن الله الصابرة على ما قضاه، جمعت بين الخُلُق وبين النسب. أمّا الجمال فبعينه وحده لا بعيني أنا يكون الحكم عليه. الزوج يميز جمال امرأته من قبحها، أما الولد فلا يرى أمه إلاّ جميلة، ولو كانت أَمةً سوداء ولو كانت عجوزاً وجهُها أخاديد وحفر، وهذا يؤكّد مذهب طاغور في الجمال وأنه ليس ببهاء الطلعة ولا بتناسق الأعضاء ولا بسحر العيون ونضارة الوجه ... كل هذا من شروط الجمال، لا أنازع فيه، ولكنْ أسأل: لماذا ترى الممثلة في المسلسلة أو الفِلم جميلة بارعة الجمال وترى ممثلة أخرى دونها جمالاً، فتقوم الأولى بدور الكذب والمكر والثانية تمثّل الصدق والطهر، فلا ينقضي الفِلم حتى تصير الأولى قبيحة في نظرك تتمنى لو أطبقت بأصابعك على عنقها فخنقتها، وتصير الثانية ملكة الجمال؟
أليس معنى هذا أن سر الجمال -كما يقول طاغور- هو الإخلاص؟
أما أسرة أمي فهي إحدى الأسر العلمية في الشام. حدّثني خالي محبّ الدين الخطيب (ثم نشر ما حدثني به) أن أصلها من بغداد، ثم نزلت حماة، ونزح فرع منها إلى قرية عذراء (عدرا) التي ذكرها ياقوت في معجم البلدان فقال: "إذا انحدرت من ثنيّة العقاب وأشرفت على الغوطة رأيتَها أول قرية تلي الجبل". وثنية العقاب هي التي تُدعى اليوم «الثنايا» (التنايا) تمرّ بها حين تعلو في الجبل (جبل لبنان الشرقي) متوجهاً إلى حمص. وإلى جنب

نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست