نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 193
ذهني ما عندي شيء مكتوب أرجع إليه وأعتمد عليه، فإن أخطأت أو بدّل الترك ما تعلمناه يومئذٍ من قواعد لسانهم فسامحوني.
وإلى جنب الديمجية حارة تُسمّى «حارة تحت المئذنة»، كان فيها من مشايخنا ومن أصدقائنا الشيخ أبو الخير الميداني والشيخ محمود ياسين الحمامي. وحارة اسمها «السمّانة»، وهي أكبر من حارة، إنها حيّ صغير. وبينهما طريق ضيّق متعرج يضل فيه الخرّيت [1]، لذلك كان اسمه الذي يُعرَف به بين الناس هو «محلّ ما ضيّع القرد ابنه»!
وفي حارة السمّانة كان منزل آل الزعيم، ومنزل رفيقَي العمر: الشاعر أنور العطار والأستاذ أحمد مظهر العظمة رحمهما الله. وكان في دمشق (كما كان في أكثر البلاد) أحياء وحارات يتجمع فيها أرباب الصناعة الواحدة فتُعرف بهم وتُنسَب إليهم؛ ففي الشام سوق القطن، وسوق الحبوب، وسوق الحرير، وسوق الصاغة، والحدادين، والمناخلية، وسوق النحّاسين. وقد وجدت في «فتوح البلدان» للبلاذري أن «قصر البَريص» [2] كان -كما يقول- في موضع سوق النحّاسين مقابل باب الفرج. وباب الفرج هو باب المناخليّة، وهما بابان: باب في السور الداخلي وآخر في [1] الخرّيت: الخبير بالطرق. وخالد بن عبد الله القسري أمير العراق المشهور كان يُلقّب في شبابه بخالد الخرّيت، كما قال أبو الفرج في الأغاني. [2] إذ كانوا كما يقول حسّان:
يُسقَونَ مِنْ قصرِ البَريصِ عليهمُ ... برَدى يصفّقُ بالرحيق السّلْسَلِ
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 193