نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 160
في الدراسة عند أبيه الشيخ محمد المبارك، فأمرني أن أوصله إلى داره فلم أخطب.
وكان الشيخ المبارك هذا (وهو جزائري الأصل) أحد أفذاذ الأدباء في عصره، له نثر وله شعر وله آثار مروية تدلّ على فضله وملكته. أما أخوه الشيخ محمد الطيب فكان عالماً صوفياً، وقبره كان في أحلى مكان في دمشق، في طرف المزّة من جهة الربوة. ألا تعرفون ما الربوة؟ اقرؤوا وصفها في كتابي «دمشق». وقبر الشيخ محمد المبارك في مقبرة الصالحية، يشرف على دمشق والغوطتين.
والشيخ الطيب كان تلميذ جدّنا الشيخ محمد الطنطاوي الذي قدم دمشق من مصر وتُوُفّي فيها سنة 1306هـ، وقد ذهب معه بأمر الأمير عبد القادر الجزائري إلى قونية في الأناضول، وأحضرا منها نسخة «الفتوحات المكية» لمحيي الدينبن عربي، وهي النسخة التي قوبلت على نسخة مؤلفها وطُبعت المطبوعة عنها، وُضعت في مكتبة مجمع اللغة العربية في دمشق من عهد بعيد. رحم الله شيخنا المبارك ورحم أباه وعمه، ورحم ولده رفيقنا الأستاذ محمد الذي توفّاه الله من شهرين [1] ودُفن في البقيع.
لقد صحبت الشيخ نحواً من ربع قرن، أزوره في داره وأذهب معه إلى مجالس أصحابه وألازمه أكثر مما لازمه أولاده: محمد رحمه الله، وقد كان معنا في المدرسة ولكنه كان بعدنا، وعدنان وهاني، وكانا تلميذيّ سنة 1940، ومازن وقد كان [1] تُوفّي رحمه الله سنة 1401هـ.
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 160