responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 125
القليلة سمات الوجه المميَّزة إن كان فيه سمة مميّزة وأساريرَه وتجاعيده وتُبرِز الملامح العامّة، وتدع التفاصيل لأن المطلوب في هذا النوع من الرسم أن يعرف الناظر إلى الصورة أنها صورة فلان.
ما لي تركت ذكرياتي وصرت مدرّس رسم؟ أستغفر الله فما أردت ذلك، ولا أُفتي بجوازه، ولكن أردت أن أقول إنّ دراستنا كانت أشمل وأكمل مما يدرس التلاميذ اليوم.
وممّن كان عندنا في هذه المدرسة معلّم للخطّ هو أعظم خطّاط ظهر في هذا القرن، أقرّر هذا وأنا أعرف أكابر الخطاطين: سيد إبراهيم وحسني البابا ونجيب هواويني وغيرهم من مصر، ومكارم والبابا من لبنان، وأعرف بعض كبار خطاطي العراق، وأشهد أني ما رأيت مثل ممدوح. ولقد كان ممدوح الشريف أستاذاً عبقرياً في الخطّ، والذي تركه من آثاره شاهد عدل على ما أقول، ومن تلاميذه بدوي، الخطّاط العظيم، وليس مثله ولا يدانيه. ومنهم حلمي، حلمي حبّاب، وهو أخي من الرضاع.
كان ممدوح يبري أقلام القصب لأربعين أو خمسين تلميذاً ويكتب لنا «المشق» لنخطّ مثله، (وكان مقرراً علينا تعلّم خطّ الرقعة، والثُّلُث، والفارسي، والديواني) ويصحّح ما كتبنا، كلّ ذلك في «الحصة» وهي أقلّ من ساعة.
كانت حياتنا حياة جِد وعمل، ما كان فيها شيء مما يلهو به التلاميذ في هذه الأيام؛ ما كانت هذه المجلات المصورة التي لا يحصيها عدّ، ولا كانت في الدنيا كلها إذاعة ولا كان الرائي

نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست