نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 121
لم يصدّقوا أن كافراً جاء يحكم المسلمين. ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً إلاّ إن خالفوا عن أمر ربهم وتنكّبوا صراط شريعتهم، فيكون ذلك تنبيهاً لهم، فإذا عادوا إلى الطاعة والامتثال عادت إليهم الحرية والاستقلال.
لقد استيقظت في نفوسهم عزّة الإيمان ومواريث الجهاد، فأبو أن يستكينوا وأن يذلّوا، ونُثرت فيها من أول يوم بزور [1] المقاومة والصدام، فكانت منها الثورة السورية، أروع الثورات بعد الحرب الأولى، وسيأتي إن شاء الله حديثها.
وما أصاب البلادَ عامّة أصابني أنا مثله:
وهل أنا إلاّ من غُزيّةَ إن غوَت ... غوَيتُ وإن تَرشُدْ غُزيّةُ أرشُدِ
وإن كان الشاعر قد جانبه الصواب؛ فما يكون عذراً لك إنْ ضللتَ أن تحتجّ بضلال الناس.
* * *
لقد انتقلت من مدرسة إسلامية تقوم على باب الجامع الأموي مديرها المرشد الصالح الشيخ عيد السفرجلاني، إلى مدرسة حكومية في لحف الجبل مديرها رجل نصراني اسمه ميخائيل.
أما دارنا فقد ارتفعت من حارة الديمجية إلى جادة عريضة في الصالحية، من بيت صغير ظهره للشمس في بلد شتاؤها ستة أشهر (وكذلك كانت أكثر المنازل الشامية) إلى دار واسعة تحيّيها [1] البزور من العامي الفصيح كالبذور.
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 121