نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 115
في بساتين الصالحية التي انتقلنا إليها والماء من نهر «يزيد»، أكبر أولاد بردى الستة في سفح قاسيون، بحيث نرتفع عن المدينة وننزل عن جادات حيّ المهاجرين، نرى من غرف الدار العليا الشامَ والأموي في وسطها.
والشام في اللغة من جنوبي تبوك إلى جبال طورس، وفي العرف البلدة القديمة. فيقول أهل الصالحية: "ذهبنا إلى الشام وعدنا من الشام" كما يقول المصريون «مصر» لا يعنون بها الإسكندرية ولا أسيوط، بل ولا يقصدون شبرا ولا حلوان [1].
وأعادني والدي إلى المدرسة الرسمية، وكان في دمشق -أول عهد الانتداب- أربع مدارس رسمية ابتدائية، وكانوا يسمونها «الأنموذج»، وهي: «أنموذج البحصة» التي كانت مدرستنا السلطانية الثانية. و «أنموذج الملك الظاهر»، وهي أقدمها وكانت في المدرسة التي أنشأها الملك الظاهر بيبرس، وهو ثالث «الفرسان الثلاثة» الذين أنقذ الله بهم سوريا من الصليبين: نورالدين، وصلاح الدين، والظاهر. وفيها اليوم المكتبة الظاهرية التي يعود الفضل فيها بعد الله للشيخ طاهر الجزائري مربّي الجيل الذي سبقنا، جمعَ الكتب التي كانت موزَّعة على المدارس والمساجد تعبث بها أيدي العابثين، وكانت منها نواة هذه المكتبة [1] «الشام» هو الاسم الذي يطلقه أهل المملكة والخليج على بلاد الشام عامة: سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، و «الشام» هي سوريا عند أهل سائر بلاد الشام (الأردن وفلسطين ولبنان)، وهي دمشق بلسان السوريين، وإذا استعملها أهل دمشق أنفسهم عنوا بها دمشق القديمة (مجاهد).
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 115